ظلت معلومات العالم أجمع عن تاريخ مصر القديم ضئيلة لعدم معرفة قراءة نقوشها وكانت من كتابات الإغريق والرومان التي اعتمدت علي الرواية أو مجرد وصف جغرافي، وقد بقيت هذه الروايات مصدرنا الوحيد عن تاريخ مصر القديمة إلى أن جاء «شمبليون» وحل رموزها ومنذ حل رموز اللغة المصرية أخذ تاريخ البلاد الحقيقي ينجلي شيئًا فشيئًا، مما قضى على الأساطير والخرافات التي نقلها كتاب اليونان، وكان محتوى الكتابة تمجيدا لفرعون مصر وإنجازاته الطيبة للكهنة وشعب مصر، وقد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة. وكان العالم البريطاني توماس يانج قد اكتشف أن الكتابة الهيروغليفية تتكون من دلالات صوتية، وأن الأسماء الملكية مكتوبة داخل أشكال بيضاوية (خراطيش)، وهذا الاكتشاف أدى إلى أن فك العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون رموز الهيروغليفية، واستطاع شامبليون فك شفرة الهيروغليفية عام 1822 م، لأن النص اليوناني عبارة عن 54 سطرا وسهل القراءة مما جعله يميز أسماء الحكام البطالمة المكتوبة باللغة العامية المصرية. وبهذا الكشف فتح آفاق التعرف على حضارة قدماء المصريين وفك ألغازها، وترجمة علومها بعد إحياء لغتهم بعد موتها عبر القرون. وأصبحت الهيروغليفية وأبجديتها تدرس لكل من يريد دراسة علوم المصريات.
وكان اكتشاف حجر رشيد قد أدى لمعرفتنا بأعماق وأسرار الحضارة المصرية، وعلومها، وحكمة الإنسان المصري القديم، من خلال تراجم البرديات والنصوص المقدسة، فضلا عن معرفة تفاصيل المعارك والأحداث السياسية التي جرت، والبيت المصري القديم، وكيفية تأسيس العائلة، وتربية الأطفال، وقراءة التاريخ بشكل يثبت أحقيتنا في حضارتنا، والرد على المشككين فيها بالنصوص والأدلة، كما تم تأسيس علم المصريات بطريقة علمية سليمة، ما يجعل لوحة رشيد الاسترشادية نصا بيانيا يتضمن مواضيع متنوعة تجعلها سفيرة تحمل رسالة للعالم كله من مصر"، وكان حجر رشيد لم يكتشف مكتملا ولكنه كانت هناك أجزاء مكسورة منه من أعلى ومن الأجناب، وقد انت هناك محاولات لاكتشاف الأجزاء المكسورة والمفقودة من اللوحة الحجرية فى المنطقة المحيطة بمكان اكتشاف اللوحة الأصلية، ولكنها كلها باءت بالفشل