12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

شمسُ مِصر/مسجد السيدة نفيسة 

2022/11/02 10:12 PM | المشاهدات: 730


شمسُ مِصر/مسجد السيدة نفيسة 
شاديه نور الدين


قدمت السيدة نفيسة إلى مصر سنة 193 هجرية بصحبة زوجها وأبيها وأبنائها، لزيارة آل البيت الموجودين في مصر عقب زيارة بيت المقدس، ولما علم المصريون استقبلوها في مدينة العريش ثم صحبوها إلى القاهرة، وأعطاها والي مصر في ذلك الوقت "عبدالله بن السري بن الحكم" داره الكبرى في هذه المنطقة، وقيل أنها حفرت قبرها بنفسها في ذلك المنزل، وكانت تنزل فيه وتصلي، إلى أن توفيت في شهر رمضان عام 208 هجرية.
• موقع المسجد:
في منطقة «درب السباع» قديمًا، السيدة نفيسة حاليًا، يقع مسجد السيدة نفيسة، حيث يعد المحطة الثانية في طريق مشاهد آل البيت، بعد مشهد الإمام علي زين العابدين الذى يحتوي بداخله على "رأس" زيد بن على زين العابدين.. وطريق آل البيت طريق شهير يبدأ بمقام زين العابدين وينتهي بمشهد السيدة زينب مرورًا بالسيدة نفيسة والسيدة سكينة بنت الحسين والسيدة رقية بنت علي بن أبي طالب وسيدي محمد بن جعفر الصادق والسيدة عاتكة عمة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله الكرام.
بعد وفاة السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أراد زوجها أن يحملها إلى المدينة المنورة كي يدفنها بالبقيع، فعرف المصريون بذلك فهرعوا إلى الوالي عبد الله بن السري بن الحكم (كان أميرًا لمصر من سنة 206 إلى سنة 211 هـ) واستجاروا به عند زوجها ليرده عما أراد فأبى، فجمعوا له مالاً وفيراً وسألوه أن يدفنها عندهم فأبى أيضاً، فبات المصريون في ألم كبير، لكنهم عند الصباح في اليوم التالي وجدوه مستجيباً لرغبتهم، فلما سألوه عن السبب قال: رأيت الرسول صلّ الله عليه وسلم وهو يقول لي رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم.
• وصف المسجد:
جاء في خطط المقريزي أن أول من بنى علي قبر السيدة نفيسة هو عبيد الله بن السري والي مصر من قبل الدولة العباسية. ثم أعيد بناء الضريح في عهد الدولة الفاطمية حيث أضيفت له قبة، ودون تاريخ العمارة علي لوح من الرخام وضعت علي باب الضريح وتبين اسم الخليفة الفاطمي المستنصر بالله وألقابه.
تعلو المسحد منارة تم بناؤها على الطراز المملوكي، ويتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالقيشاني الملون.
وعلى يمين المحراب باب يؤدي إلى ردهة مسقوفة بوسط سقفها شخشيخة حليت بنقوش عربية، ومن هذه الردهة يصل الإنسان إلى الضريح وبوسطه مقصورة نحاسية أقيمت فوق قبر السيدة نفيسة.
أعيد تجديد قبة المسجد في عهد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله بعد أن حدثت فيها بعض التصدعات والشروخ. كما تم كساء المحراب بالرخام سنة 532هـ (1138م)، إلى أن أمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون أن يتولى نظارة المشهد النفيسي الخلفاء العباسيون.
وكان أول من تولى النظارة عليه هو الخليفة العباسي المعتضد بالله أبو الفتح أبو بكر ابن المستكفي وهو من بقايا العباسيين الذين هاجروا إلى مصر بعد أن قضي عليهم المغول سنة 656هـ (1258م).
وجدد المشهد النفيسي في عصر العثمانيين في عهد الأمير عبد الرحمن كتخدا وبني الضريح علي هذه الهيئة الموجودة عليه الآن. والمسجد له مدخل للرجال ومدخل للنساء وحديثًا تم تجديد المدخل وفرشه بالرخام الفاخر. وفي داخل المسجد ممر طويل يصل إلى المقام الشريف. وفي هذا الممر يوجد لوحات رائعة فى حب أهل البيت وبعض الأشعار الرائعة في مدحهم.
كما جُددت المقصورة النحاسية الموجودة بالضريح في عهد وإلي مصر عباس الأول.
وفي سنة 1173 هجرية، نشب حريق بالمسجد، وأتلف قسم كبير منه، فأمر الخديو عباس الثاني بإعادة بنائه.
وهذا العام، وضعت الحكومة خطة متكاملة، تنفذها محافظة القاهرة، ليصبح شارع "الأشراف" المعروف بشارع "بقيع مصر أو شارع آل البيت"، متحفاً مفتوحاً، من خلال تطويره ورفع كفاءته لما يحتويه من معالم أثرية متعددة ولموقعه المتميز في قلب القاهرة التاريخية من خلال ربط المزارات ببعضها البعض لسهولة تنقل الزوار والمريدين لأشهر أضرحة آل البيت.