المشكلة ليست في انعدام الحب بين الزوجين، فهو موجود سواء كان صامتاً أو صاخباً، لكن المشكلة في مفهوم الحب الذي تحمله نساؤنا، مفهوم خاطئ مدمر.
حينما تتزين، تريده أن يجلس أمامها ليتأمل زينتها نظرة نظرة، ويفحصها بانبهار وذهول، لكن الواقع ان زينتها امر عادي لاشيء في الأمر يدعو للذهول.
حينما تغضب تريده ان ينهار وأن يسقط ميتاً، وأن يتوسل إليها ويقول بأنه لايستطيع العيش بدونها، لكن الواقع انها لو كانت الهواء، فثمة بدائل للعيش.
––––––
إقرأ أيضاً:|شمس مصر|.. مفتاح من مفاتيح الفورمة (قوة القبضة)
––––––
في مشهد من فيلم هندي حديث، يقف البطل يراقب البطلة بعشق واعجاب لساعات وهي تساعد المحتاجين، لكن المنطق والعلم ينفي وجود هذه الممارسات الخيالية.
تنشأ الفتاة منذ الصغر على ان تعتني بنفسها أيما اعتناء، لان الذي سيحكم عليها لاحقاً هو زوج المستقبل، ولهذا فهي تبذل جهداً فظيعاً، لتجعله يقدسها.
القداسة الشخصية تأتي من الذات للذات، لا أحد مسؤول عن تقديس أحد...!!! لكن المرأة غالباً ما تكون شخصية اتكالية في مشاعرها وتقديرها لذاتها.
––––––
إقرأ أيضاً:|شمس مصر|.. الفيتامينات الأساسية للجسم والبشرة والشعر
––––––
قدسوني لأشعر أني مقدسة، احترموني لأشعر اني محترمة، احبوني لأشعر اني محبوبة، وتبقى بعض النساء تتسول الحب والاحترام من الآخرين، لهذا تفشل غالباً.
أحبي نفسك يحبك الآخرون، احترمي نفسك يحترمك اكبر شنب، قدسي ذاتك يقدسونك، لا تشحذي غذاء ذاتك من الآخرين غذيها بنفسك، عفيها، كُفي عن التسول.
تريدين ان يحبونك دون ان تعتنين بنفسك؟!، تريدين ان يحترمونك دون أن تكفي عن الثرثرة والبعثرة؟!، تريدين ان يستمعون لك دون ان تأنقي حديثك ولو قليلاً؟! ..
يغامر البطل الهندي بحياته ليحصل على فتاته، يصاب بعشرين طلق ناري، ويُضرب بالكرابيج، ويَجر بالسيارات، ولايموت، لكن زوجك رجل عادي، ليس ممثلاً!
وحينما تموت البطلة في نهاية الفيلم فإن البطل يبكي عليها ابد الآبدين! هل تصدقين هذه الأوهام؟ البطل في الواقع لو ترمل لتزوج، إنها افلام للبيع، جميع الافلام الرومانسية تتحدث عن بداية اللقاء ثم الإعجاب ثم الوقوع في الحب لكنهم لايخبروننا ابداً ماذا يحدث للمحبين بعد الزواج، ينتهي الفيلم.
لم يشرح لنا أي من تلك الأفلام طبيعة الحب الذي ينشأ بين الحبيبين بعد عدة سنوات من الزواج، لانه حب هادئ صامت، بلا اكشنات، لا يجذب المشاهدين، عليكم ان تراجعوا جميع معتقداتكم الخاصة بشأن الحب والزواج، وعلاقة الرجل بالمرأة، إن كان مصدر تلك المعتقدات الافلام الرومانسية، تخلصوا منها!!
تركض بعض النساء ركضاً حثيثاً خلف وهم العشق المُميت، تريده ان يعشقها حتى الموت ونسيت ان من يركض بهذا الشكل يخسر جاذبيته، ولا احد قد يحبه او يعجب به، العشق حتى الموت هو مجرد مرض ووهم أيضاً فالرجل منطقي وسيضحك عليك لو علم ما تفكرين به، الحب الحقيقي حب متزن، ينشأ لأسباب متكافئة، وحاجات متعادلة.
إما ان يحبني بجنون أو ان يتركني ويرحل!
لماذا هذه العقدة متفشية بين النساء؟! الحب اتزان عقلي ونفسي، تبادل في الاحتياجات والاشباعات، لا تجعليه يكتشف انك جائعة إلى الحب والحنان وكأنك خرجت من ملجأ، اجعليه يشعر أن لديك ما يكفي من الحب لذاتك، وإن أهلك قد اشبعوك حباً ودلالاً.
يحب الرجل أن يقترن بفتاة ذات قيمة عند أهلها، فتاة حصلت على الدلال، لانه يعتقد ان زواجه من فتاة مدللة معززة مكرمة عند أهلها عزة ورفعة له.
ليكن الحب كطفل صغير تعتنيان به معاً حينما تلتقيان او تفترقان، مسؤوليتكما معاً.
يُصاب الرجل برعب شديد، من المرأة التي تتعامل معه بعقدة أحبني بجنون موت فيا، ويميل إلى أمرأة تتعامل معه بمنطق اشبعني وأشبعك، اسعدني واسعدك.
(إذا اختفي زوجي من حياتي فلن اعرف من أنا ولا استطيع ان ارى نفسي لأنني لا شيء بدونه)... إذا كيف تريدين منه ان يراك إن كنت مجرد شبح عديم الوجود؟!
––––––
إقرأ أيضاً:| شمس مصر|.. المهارات الأساسية لسوق العمل
––––––
لنرفع إذا شعار لا للتسول العاطفي بعد اليوم ونعم لبناء الذات لبنة لبنة.
(القط يحب خناقه) خطأ دعك من هذه الأمثال المهترئة، الناس بشكل عام وليس الرجل فقط، تعجب بالشخص المشبع عاطفياً حبك لذاتك، لا يعني اهمالك لزوجك.
يتحمس بداية فيقول لك انسي اهلك وصديقاتك انا سأعوضك عنهم، فتصدقين، ثم بعد عدة أشهر تكتشفين انك وحيدة ويتذمر هو من طلباتك العاطفية المستمرة.
نصيحة للرجل في المقابل، لا تحرمها من مصادر الإشباع في حياتها، فهي إنسانة، بحاجة إلى صديقاتها وزيارة اهلها، ومواصلة دراستها إنه حقها.