إن كثيرًا من الناس يعيشون حياتهم في مشاكل كثيرة، ويشكون من ضيق العيش، وغلاء الأسعار وأشياء أخرى كثيرة، ولا يرضون بما أنعم الله به عليهم، فكثير من الناس لاينظرون لما في أيديهم، بل ينظرون لما عند الناس، ولابد أن يكون لدينا حسن الخلق، والتعامل ببساطة مع المشاكل التي قد نواجهها في حياتنا، فهل تظن أن أحد يخلوا من المشاكل والخلافات؟ لا أبدًا.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الحب لا يوجد له عنوان
ولكن الفرق في كيفية التعامل معها، فالناس أنواع في كيفية التعامل، فالبعض من الناس يتعاملون بالقسوة، ولا يرضون بحالهم أبدا، ويستمرون طوال حياتهم في التفكير في كل شيء، وهناك أناس يفكرون تفكيرا مختلفًا، فيرضون ويتعاملون بالرحمة، والبساطة في كيفية التعامل مع المشاكل وظروف الحياة اليومية، وأتمنى أن يكون لدينا البساطة التي كانت لدى السيدة هاجر عندما تركها سيدنا إبراهيم في الصحراء وحينما سألته وقالت له: أألله أمرك بهذا ، قال: نعم قالت: ٱذن لن يضيعنا، ولابد أن نفكر في كل كلمة قبل أن نلقيها أمام وجوه الآخرين، فالكلمة لها تأثير كبير جدًا على النفس إما أن تريح النفس وإما أن تدمرها، فلا تدمر قلب أحد مهما حدث لك، فكل إنسان بداخله كثير من الألم، ولا ينفع فيها أسف، وذلك لأنك جئت بكوب فكسرته مائة جزءًا، فمن الصعوبة إلمامه فذلك مثلما فعلت في القلب.
إقرأ أيضًا/ |شمس مصر|..من اعتاد القلق ظن الاهتمام فخًا
فاحذر أن أن تدمر قلب إنسان، وذلك لأنه لا يستطيع إلتأمه إذا انكسر، فكن في الدنيا عابر سبيل لا يهمك فيها إلا العمل الذي قد ينجوك من النار ، فمعظم الناس يعيشون ما بين هم وغم وحزن، ولا يستطيعون أن يستمتعون بحياتهم أبدًا فلا بد أن نكون ونعيش في اليوم الذي نحن فيه، ولا نفكر فيما هو قادم، فالذي هو قادم في تدبير المولى عزوجل، فلا تشغل عقلك لكل هذه الأمور، ويجب عليك ألا تتعامل مع الناس بأخلاقهم، فتعامل أنت بأخلاقك وكن قدوة لهم، فيجب أن تتعامل مع الناس بالين والرفق، فقد صدق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) : "حرم على النار كل سهل هين لين قريب من الناس".
فكن على يقين أن أي شيء لا يستمر أبدا، ولكن كل شيء يزول وسيمر، فنحن في هذه الدنيا في مرحلة مؤقتة فقط، لنذهب إلى دار البقاء، فلابد أن نفكر تفكيرا إيجابيا صحيحًا، ولا نفكر تفكيرا سلبيًا، وذلك لأن الذي يفكر تفكيرا إيجابيًا هو الذي يستطيع العيش في سلام داخلى مهمه مر عليه من أحداث ومشاكل وخلافات، فدائمًا يتعامل معها بمنتهى الرضا واليقين أنها ستزول مع الوقت، ولا تفكر في نصف الكوب الفارغ، ولكن انظر للنصف الآخر الممتلىء، ولا تبك على اللبن المسكوب، فوراء كل حزن وألم شعاع من نور لا يدركه بشر، فلا تحزن على شيء لا يستحق الحزن، ربما يعتريك الزبول، ولكن كون دائمًا مبتشمًا في وجوه الآخرين حتى يدركون أنك أسعد إنسان بالعالم حتى وإن كان قلبك ممتلىء بحزن العالم أجمعه.