12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. غزوة بدر الكبرى

2022/04/20 05:07 PM | المشاهدات: 979


|شمس مصر|.. غزوة بدر الكبرى
آمال عطيه

شهد شهر رمضان العديد من الانتصارات في الحروب والغزوات، ومن بين هذه الانتصارات، الانتصار على المشركين في غزوة بدر الكبرى، وتسمى أيضًا بدر القتال، ويوم الفرقان.

سبب تسمية غزوة بدر بهذا الاسم: 

غزوة بدر سميت بهذا الاسم: نسبة إلى منطقة بدر التي وقعت فيها المعركة، وبدر بئر مشهورة تقع بين مكة والمدينة المنورة.

سبب الغزوة:

سمع رسول الله ‐صل الله عليه وسلم‐ بقافلة قريش قد أقبلت من الشام إلى مكة، يقودها أبو سفيان بن حرب مع رجال لا يزيدون عن الأربعين، وقد أراد الرسول ‐عليه الصلاة والسلام‐ الهجوم على القافلة والاستيلاء عليها ردًا على ما فعله المشركين عندما هاجر المسلمون إلى المدينة، وقال لأصحابه: "هذه عيرة قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها".

 

اقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. الريان باب في الجنة للصائمين

 

الأحداث:

‐حدثت غزوة بدر الكبرى في السابع عشر من شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة، وقد بلغ عدد المسلمين ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا ومعهم فرسان وسبعون بعيرًا، وترك الرسول ‐صل الله عليه وسلم- عبد الله بن أم مكتوم واليًا على المدينة، فلما علم أبو سفيان بأمر النبي ‐صل الله عليه وسلم- وأصحابه أرسل ضمضم بن عمرو العقاري إلى أهل مكة يطلب نجدتهم، ولما وصل ضمضم إلى أهل قريش صرخ فيهم قائلًا: "يا معشر قريش، أموالكم مع أبي سفيان عرض لها محمد وأصحابه، لا أرى أن تدركوها" فثار المشركين ثورة عنيفة وتجهزوا بتسعمائة وخمسين رجلًا معهم مائة فرس وسبعمائة بعير.

‐جاءت الأخبار إلى رسول الله ‐صل الله عليه وسلم‐ أن قافلة أبي سفيان قد غيرت اتجاه طريقها، وأنه سيصلها غدًا أو بعد غد، فأرسل أبو سفيان لأهل مكة بأن الله نجى قافلته، وأنه لا حاجة للمساعدة، ولكن أبا جهل ثار بغضب وقال: "والله لا نرجع حتى نرد بدرًا".

‐جمع رسول الله ‐صل الله عليه وسلم‐ أصحابه وقال لهم إن الله أنزل قوله تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} [الأنفال: ٧].

‐فقام المقداد بن الأسود ‐رضي الله عنه‐ وقال: امض يا رسول الله لما أمرك ربك، فوالله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {إنا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون}، ولكن امض ونحن معك، فكأنه سُرِّىَّ عن رسول الله ‐صل الله عليه وسلم‐.

‐وصل المشركون إلى بدر ونزلوا العدوة القصوى، أما المسلمون فنزلوا العدوة الدنيا.

‐قام المسلمون ببناء عريش للرسول‐صل الله عليه وسلم- على ربوة، وأخذ لسانه يلهج بالدعاء قائلًا: "اللهم هذه قريش قد أتت بخيلاءها تُكَذِّب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم فلن تعبد في الأرض". وسقط رداؤه ‐صل الله عليه وسلم‐ عن منكبيه، فقال أبو بكر: "يا رسول الله إن الله منجز ما وعدك".

‐قام المسلمون بردم بئر الماء بعد أن استولوا عليه وشربوا منه حتى لا يتمكن المشركون من الشرب منه.

 

اقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. فضل العشر الأواخر

 

‐قبل أن تبدأ المعركة، تقدم ثلاثة من صناديد قريش وهم: عتبة بن ربيعة، وأخوه شيبة، وولده الوليد، يطلبون من يبارزهم من المسلمين، فتقدم ثلاثة من الأنصار، فصرخ الصناديد قائلين: "يا محمد أخرج إلينا نظراءنا من قومنا من بني عمنا" فقدم الرسول ‐صل الله عليه وسلم‐، عبيدة بن الحارث، وحمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب.

وبارز حمزة شيبة فقتله، وبارز علي الوليد فقتله، وبارز عبيدة عتبة فضرب كل منهما الآخر، فهجم حمزة وعلي على عتبة فقتلاه.

واشتدت رحى الحرب وحمى الوطيس، ولقد أمد الله المسلمين بالملائكة تقاتل معهم، قال تعالى: {بَلَىٰٓ ۚ إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ ءَالَٰفٍۢ مِّنَ ٱلْمَلَٰٓئِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران: ١٢٥].

نتائج غزوة بدر:

انتهت المعركة بنصر المسلمين وهزيمة المشركين، حيث قُتِل من المشركين سبعون، وأُسِر منهم سبعون آخرون، أما شهداء المسلمين فكانوا أربعة عشر شهيدًا، وقد رمى المسلمون جثث المشركين في البئر.

 

 اقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. حكم صلاة التراويح وفضلها

 

أسرى بدر:

استشار النبي ‐صل الله عليه وسلم‐ أصحابه في أمر الأسرى بعد أن أتم الله تعالى نعمته على النبي ‐صل الله عليه وسلم‐ بالنصر على المشركين من قريش، وكان عددهم سبعين رجلًا، فقال عمر بن الخطاب ‐رضي الله عنه‐: يا رسول الله هؤلاء قد كذبوك وقاتلوك وأخرجوك فاقتلهم، فهم أئمة الكفر ورؤوس الضلال، ووافق عمر بن الخطاب جماعة من الصحابة، وقال أبو بكر الصديق ‐رضي الله عنه‐: يا رسول الله هؤلاء أهلك وقومك، وقد مكنك الله منهم، وأعطاك النصر عليهم، وإني أرى أن تأخذ الفدية منهم، فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا في قتال المشركين، وعسى الله أن يهديهم إلى الإسلام، ووافق أبو بكر الصديق ‐رضي الله عنه‐ جماعة من الصحابة.

فقد أخذ الرسول ‐صل الله عليه وسلم‐ أربعة آلاف درهم عن كل أسير امتثالًا لمشورة أبي بكر، أما من كان لا يملك الفداء فقد أعطاه عشرة من غلمان المسلمين يعلمهم القراءة والكتابة