12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. مذبحة المماليك بالقلعة 

2022/03/02 01:19 AM | المشاهدات: 868


|شمس مصر|.. مذبحة المماليك بالقلعة 
منار سعيد

بما أننا سنتحدث عن مذبحة القلعة فيجب علينا أن نتناول ما سبق هذه المذبحة الكبيرة وأهم ذلك ومحوره هو محمد علي باشا ووصوله إلى الحكم بعد خروج الحملة الفرنسية تصارعت قوى مختلفة مثلما ذكرنا وأهمها هي: 

أولًا الدولة العثمانية حيث أراد الأتراك العثمانيون استرجاع سلطانهم كامل على مصر على أنهم أصحاب الحق الشرعي بحكم مصر ولكن أحوال الدولة العثمانية لم تسمح بذلك. 

ثانيًا إنجلترا:

أرادت إنجلترا التي شاركت في إجلاء الحملة الفرنسية أن تستثمر بقائها في مصر ولكن أمام الضغط الفرنسي اضطرت إنجلترا لتوقيع صلح إميان ١٨٠٢ م مع فرنسا والذي نص في أحد بنوده على جلاء الإنجليز عن مصر وتم بالفعل في مارس ١٨٠٣ م. 

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الملك سيتي الأول

 

ثالثًا وهو موضوعنا "المماليك":

كان الأمراء المماليك بعد حروبهم الطويلة مع الفرنسيين قد بلغوا مبلغًا من الضعف لا ترجى لهم معه قائمة فأصبحوا فئة من المشاغبين المتآمرين الذين لا يجدون لهم مكانًا في البلاد فتارة هم في البحيرة وتارة هم في الصعيد لا ينفك الوالي العثماني يمكر بهم ويحاول إيقاعهم في سلسلة طويلة من المؤامرات نجوا من كثير منها ولكنها أضعفتهم على كل حال. 

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. خبيئة الكرنك بالأقصر

 

وصول محمد علي إلى الحكم ١٣ مايو ١٨٠٥ م 

لا شك أن المصريين يرجع لهم الفضل في تولية محمد علي حكم مصر لا سيما السيد عمر مكرم نقيب الأشراف وطائفة قليلة من المصريين التي تفهم الأمور حق الفهم وتجرؤ على الثورة والمناهضة هؤلاء هم الزعامة الشعبية من العلماء والمشايخ وكبار التجار. 

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الجامع الأعظم.. جامع الزيتونة

 

واجه محمد علي الكثير من العقبات وكان المماليك أولى هذه العقبات  

وفي طريق توطيد مركز محمد علي في مصر واجه محمد علي عدة مواجهات مثل حملة فريزر الإنجليزية في مارس ١٨٠٧ م بقيادة الجنرال "ماكنزي فريزر " وفشلت 

جاء دور التخلص من الزعامة الشعبية وبالفعل قضى محمد علي أيضًا عليها 

وأخيرًا لدينا المماليك فجاءت مذبحة القلعة ١٨٢٢م حيث حاول محمد علي أن يصل إلى اتفاق مع المماليك يعترفون فيه بسلطانه، ويضع حدًا لشرورهم، ويمكنه من بسط نفوذه على الصعيد، خاصة وأن الباب العالي كان قد عهد إليه بإعداد جيش لمحاربة الوهابيين غير أن بكوات المماليك امتنعوا عن دفع الميري المطلوب منهم، واستأثروا بإيرادات الصعيد وخيراته، فاضطر محمد علي لأن يرسل لهم حملة في عام 1810م أوقعت بهم الهزيمة لكن لم تقض على نفوذهم تمامًا نتيجة لذلك دبر محمد علي في أول مارس 1811م مكيدة للقضاء عليهم، حيث دعا زعماء المماليك إلى القلعة للاحتفال بتقليد ابنه طوسون القيادة العامة لحملة الحجاز، وأثناء الاحتفال أمر جنوده بإطلاق النار عليهم فقتل عددًا كبيرًا منهم، وتعقب ابنه إبراهيم المتبقين بعد مذبحة القلعة حيث التقى بهم عند مدينة إسنا وقضى على عدد منهم

وفر الباقي إلى دنقلة بالسودان، وبذلك قضى محمد علي على المماليك بغير رجعة، وقد وجد البعض لمحمد علي العذر في تخلصه من المماليك بهذه الطريقة الوحشية، فقد كانوا عقبة في طريق تنفيذ ما اعتزم القيام به في مصر، كما كانوا مثار شغب وفوضى لا سيما أنه كان يعتزم أن يبعث بجنوده خارج حدود مصر إلى الحجاز بينما يرى آخرون أن هذا العمل يتسم بالخسة والغدر، إذ أن مذبحة القلعة لم تقتصر آثارها وأضرارها على المماليك فقط، بل بثت الفزع والرعب في قلوب المصريين أيضًا، فلم يعد أحد يجرؤ على محمد علي أو نقد تصرفاته طوال مدة حكمه، وبذلك كانت مكملة لعملية القضاء على المشاركة الشعبية له في شئون الحكم والإدارة، وأصبح المصريون مجرد تروس في عجلة الإنتاج تدور دون وعي أو إدراك على كل بالقضاء على المماليك ونفوذهم توطد سلطان محمد علي في مصر الوسطى والصعيد، وبدأ يتفرغ لتنفيذ السياسة التي رسمها لحكم مصر وإدارتها.