"هو انت مالك فجأة بقيت تحب الأكل كدا ليه"؟!
في أول شهرين جوازنا حصل موقف بينا مبنساهوش أبدًا، يمكن عشان حسيت وقتها إني كبرت الموضوع شوية كنا لسه عرسان وعِطر حسيت دلعها عليا زاد بعد الجواز رغم إنها من الأصل طول عمرها تدلع عليا لكن في الفترة دي كنت مركز شوية.. كلمتني في الشغل كالعادة عشان تأخد رأيي في الغداء، كل يوم تحتار ودار بينا حوار في العادي يبان مُضحك لكن أنا كنت واخده جد..
°ها يا يوسف ماقولتليش أعمل إيه على الغداء؟
_أعملي أي وكل يا عِطر عاد أنا مشغول دلوك..
°طيب قول بسرعة بس وأنا هقفل.
_اعملي مسقعة بالبحمة سلام دلوقتي..
وقفلت فعلًا واندمجت في الشغل وبعد يوم طويل رجعت البيت وكانت زي عادتها قمر منور لكنِ أنا اللي كنت فيا شيء غريب مفهمتش سببه أبدًا، من وقت ما دخلت البيت كنت شامم ريحة ملوخية بس فكرتها من عند أمي بدلت هدومي واستنيتها تحط الغداء وهي عماله تحكيلي حصل إيه في يومها.. وبعدها نادتلي عشان نتغدى بصيت على السفرة كانت مجهزة ملوخية ورز فعلًا زي ما حسيت للحظة كنت هعديها لكن مش عارف ليه اتكلمت كدا؟
_انتي كلمتيني ليه النهارده في الشغل؟
'سكْتِت ثواني وبعدين ردت بتلقائية'..
°كنت بطمن عليك ياحبيبي.
_وسألتيني على الغداء مش كدا؟
°ااه..
_معملتيش اللي اتفقنا عليه ليه ولا انتي بتاخدي رأيي تحصيل حاصل؟
°مالك يا يوسف؟
_أنا بسأل سؤال واضح ردي عليه!
°أنا كل مرة بعملك اللي بتطلبه عادي وبعدين انت بتحب الملوخية زعلان ليه؟
_ولا زعلان ولا حاجة اتفضلي كلي يلا..
°طيب تعالى يلا عشان نتغدى مع بعض.
_لا بالهنا والشفا انتي..
'بصتلي بصة عارِفها كويس وعارف إن جُملتي زعلتها، كنت بتوقع إنها تعاند وتقعد لكن لقيتها سابت السفرة وقربت ناحيتي واتكلمت بهدوء لكن صوتها زعلان..
°مالك يا يوسف؟
_أنا كويس يا بت عمي..
°لا مش كويس هو أنا مش عارفاك؟!
_اه مش عارفاني عشان بتتعمدي تنزلي كلمتي مش عارف ليه؟
°أنا؟
_اتصلتي بيا وسألتيني وبعد كدا روحتي اتصرفتي من دماغك وأنا مبحبش كدا يا عِطر إياكي تفكري إنك هتمشيني على مزاجك.
°يوسف..!
_بلا يوسف بلا زفت أنا نازل أشوف أمي..
سابني ونزل ولأول مرة يوسف يعمل كدا بس هو رزع الباب وراه لدرجة إني اتهزيت من صوت الباب.. مكنتش عارفة أفهم أبدًا أنا عملت إيه يزعله للدرجة دي؟
يوسف مُتفهم جدًا وعمره ما صغر دماغه لحاجة زي دي ولا سابني ومشي كدا.. استنيت كتير بقينا العشاء ومطلعش دخلت الغداء المطبخ تاني ولبست عبايتي ونزلت لبابا أقعد معاه شوية بدل منا قاعدة لوحدي..
فضلت قاعد عند أمي بفكر مع نفسي هل أنا كان عندي حق في رد الفعل ده ولا كبرت الموضوع بدون داعِ، أمي جابتلي اتغدى من غير ما تسألني إذا كنت كلت ولا لا ولأني فعلًا كنت جعان كلت ومش عارف ليه مطلعتش لكن بعد العشاء لقيت أمي بتنام فقولت أقوم أطلع يمكن عِطر تتكلم وأنا أحاول ألطف ردودي، طلعت لقيت الشقة ساكتة دورت عليها في الشقة كلها ملقتهاش اتعصبت إنها خرجت ومستأذنتنيش أنا عارف إنها أكيد عند عمي لكن ساعتها شيطاني كان متملك مني ونزلت وأنا غضبان عمي فتحلي ولسه هرد السلام لقيتها خرجت من الأوضة قدامي..
_انتِ كيف تنزلي من فوج يا بت أنتِ من غير إذني؟
'لأول مرة أسمعه يكلمني باللهجة دي، وكلمت بت كان ممكن أسمعها منه بهزار لكن كدا، حسيت إني مش عارفة أرد فضلت ساكتة ثواني مش فاهمة إيه اللي غَيّره كدا حسيت إنه بيهيني، حتى بابا كمان كان ساكت وعلامات تعجب مرسومة على وشه، يوسف طول عمره بيدلعني، وميهنيش أبدًا'..
_هدي يا ولدي، ارمي السلام لأول..
_لا مؤاخذة يا عمي كيفك..
_بخير يا ولدي، أيه اللي مضايجك إكده عاد!
_يرضيك يا عمي أطلع البيت ملقيهاش وتنزل منغير ما تاخد إذن جوزها؟
'أخيرًا عرفت أطلع صوتي واتكلمت'
°أنا في نفس البيت يا يوسف!
_والله لو في نفس الشقة ما تخرجيش من غير إذني فاهمة؟
_إدخلي يا عِطر إعمليلنا شاي.
'دخلت فعلًا بس عيني خانتتي ودموعي نزلت لكن مسحتها ودخلت أعمل اللي بابا طلبه حاسة بتوتر أعصاب مش طبيعي واللي مزعلني أكتر إني مش فاهمة السبب..أول مرة يوسف يعاملني كدا حسيت إني أتوجعت بالأخص إنه زعقلي قدام بابا'..
_تعالى إجعد وفهمني إيه اللي مضايجك إكده من ميتي وإنت بتزعج في وش عِطر ولا تكلمها باللهجة ديّ؟!
_بكفايا جلع يا عمي!
'بصلي باستغراب وسكت'
_ساكت ليه؟
_مفاهمكش يا ولد أخوي!
_غريبة إنك تجولي ولد أخويّ!
_ما هو مش يوسف اللي بيعلي حسه جصادي إكده وإن جيت للحج الموضوع ميستاهلش دي نازلة عندي وبعدين لما نزلت جالتلي إنك كنت عند أمايتك يعني فايتها لحالها طيب ما كنت خدتها معاك!
_مجصديش أعلي حسي جصادك يا عمي حجك عليّ..
_مالك يا ولديّ؟
_متاخدش في بالك يا عمي إحنا هنتصافوا..
_ربنا يهدي سركوا يا ولدي.
خرجتلهم الشاي وبعد شوية استأذن من بابا وطلعنا.. مكلمنيش على السلم حتى لما طلعنا كمان فضل ساكت وأنا لأول مرة مش بس من أول ما اتجوزنا لا دي كانت أول مرة من يوم ما وعيت على الدنيا يسيبني زعلانة منه كدا فضلت أعيط في أوضتي من غير صوت، ولأول مرة ينام بعيد عني كانت تصرفاته غريبة ومش قادرة افهمها.. عاوزة أروحلوا وفي نفس الوقت نفسي صعبانة عليا.. زعيقه اللي مش واخدة عليه وبعده عني حتى إنه بقى يتعمد مياكولش معايا وفضل على الحال ده يومين.. لحد ما أجازتي خلصت والمفروض إني أسافر الجامعة بكرا دي كانت آخر سنة، كنت عارفة إنه عارف إن إجازتي خلصت وتوقعت إنه هيوصلني تاني يوم لكن فضلت مستنياه تاني يوم ومرجعش من الشغل، اضطريت أتصل بيه لكن مردش من أول مرة ولأني خوفت اتصرف تصرف اندم عليه أتصلت تاني لكن بعدها بشوية لقيت عمي محمود بيناديني خرجتله لقيته بيقولي إني أجهز عشان هو هيوصلني وان يوسف كلمه وقاله إنه في مأمورية.. دموعي نزلت ولتاني مرة كمان مش فاهمة تصرفاته لكن دخلت أخدت حاجتي ونزلت لعمي ودي كانت أول مرة أرجع الجامعة بعد جوازنا، بس كنت زعلانة من يوسف بطريقة مش قادرة أوصفها.. كنت حاسة إني مقهورة من جوايا وأفكار كتير بتضارب في رأسي ومش عارفه أصدق ايه منهم لحد ما وصلت.
'وللحديث بقية'
اقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. المشاكل تكشف حقيقة المشاعر
اقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. خُلقت لتكون حورية (الفصل الثالث)
اقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. أشعر بالسعادة اليوم