من برج القاهرة لمبني مكون من ستة أدوار، تختلف المباني ولكن الفاجعة واحدة، يختلف الأشخاص ولكن السبب واحد، الشعور واحد، والنتيجة واحدة.. وحتمية، هي الانتحار، هل توقعت يوما إنك تكون في مكان لمجرد إنه يجلب سعادة ثم تكتشف أن سحاب الحزن أصبح هو المسيطر وبات محاوطه من كل إتجاه ليجعل أحدهم يقرر أن ينهي حياته بدون أي سابق انذار، بدون تردد، وبدون فرصة منه للتفكير بالأمر، مرض نفسي أصبح كوحش بدأ ينهش بقوة وإيمان شاب حتي أقنعه أنه لا مفر من إنهاء حياته، مجتمع قادر بكل أريحية علي إدخالك بحالات من الضغط بكافة أشكاله ليبدأ إقتناعك التام إنك سترتاح علي الأقل من ذلك الضغط والحزن بمجرد إنهاء حياتك هكذا، وغياب وعي ووهم أن كل من يحاول العلاج هو بمثابة مجنون، أصبح المجتمع المتدين بطبعه شبابه تقدم علي الانتحار يوم بعد يوم، لكن ماذا إن كانوا حينها قد وجدوا من يساعدهم؟ يسمعهم، يعينهم، ويطمنأنهم، ماذا لو كانوا قد وجدوا من ينتشل ذلك الإكتئاب الذي أصبح كالورم الخبيث يسيطر علي عقولهم، ماذا لو كانوا قد وجدوا يد عون واحدة ممتدة اليهم بمساعدة من أقرب الناس، ماذا لو وجدت يد واحدة تخفف ذلك الضغط ولو قليل، أمل واحد ربما كان سيغير الكثير، مساعدة واحدة ربما كانت ستبقيهم علي قيد الحياة، يد واحدة ربما كانت ستجعلهم افضل حالا..
إقرأ أيضا : حقد يكاد يُنهيك
إقرأ أيضا : الصراع الداخلي داء واجب الانتهاء
إقرأ أيضا : كنت لي خير داعم
