الحديث لجام التواصل بينك وبين الآخرين، فالكلمات تستطيع أن تصف لك ما يحمله ذلك الشخص تجاهك، وكيف يراك، ولكن ماذا يحدث إن أصبح كل الحديث بين الناس كذب ورياء؟ ماذا يحدث إن أصبح كل شيء زائف الكلمات والمشاعر والوعود؟
ولكن للأسف اليوم أصبح معظم حديثنا مجرد مجاملة لا يستطيع العقل أن يفرق بين ما هو صادق وبين ما هو مجرد كلمات تقال في وقت ولا تحمل أي معنى غير أنها كلمة عابرة فالبعض يقول (الكلام مش عليه فلوس)
ولكن الكلمات هي أكبر سلاح فهي يمكن أن تحيي الأمل داخلك، ويمكن أن تهدم كيانك في طرفة عين، يمكن أن تجعلك تشعر بالسعادة والحب، ويمكن أن تجعلك منطفئ مصدوم.
فكيف إذًا نستخف بالكلمات التي تخرج منا بهذه السهولة، كيف نستطيع أن نقول كلمات ووعود كثيرة دون أن نكون مدركين لها ومدركين أثرها على من أمامنا.
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. قصة شوق أكيدة
فحقًا العقل أصبح عاجزًا تمامًا عن تصديق ما يدور حوله من كلمات ووعود، حتى أنه أصبح ينظر إلى الأشياء الماثلة أمامه فعلًا على أنها يمكن أن تكون زائفة.
فكثير منا يرى في حياته اليومية أشخاص أمام بعضهم يمدحون بعض ويكون السلام والكلام والترحيب بينهم حار للغاية، وعندما يديرون وجوههم يتحدث بعضهم على الآخرين، فأصبحت هذه العادة السيئة متأصلة في كتير من أبناء مجتمعنا.
فقد ضاعت المصداقية والثقة بين الناس أصبحنا نفترض السيء في الطرف الآخر قبل أن نفترض الجيد، نضع احتمالية فساد العلاقات أكثر من عمارها واستمرارها، هذا الكلام ينطبق على علاقات الصداقة والحب وجميع من نقابلهم على مر سنين حياتنا.
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. تحول الصداقة إلى حب
ولكن عدم تصديق العقل لكل شيء حوله يجعله مرهقًا وحزينًا يعيد التفكير في من حوله ألف مرة في الثانية فيصبح الأشخاص نفسهم مرهقين لنا وليست كلماتهم فقط هي التي يمكن أن تؤذينا.
فليس من الخطأ افتراض حسن النية في كلام من أمامك وليس من الخطأ الشك أيضًا في كلامه، ولكن كل شيء بميزان لأن كثرة الثقة يمكن أن تجعلك تقع في دائرة خذلان لا مفر منها، وكثرة الشك تجعلك قلق من كل من يقال حولك فتخسر الجميع، فلا تجعل شيء يزيد عن حده حتى لا ينقلب عليك أنت في النهاية.
اقرأ أيضًا/موت على قيد الحياة
