|شمس مصر|.. نشأة روما القديمة

هنعرف كيف نشأت وتكونت أسطورة روما العظيمة

تكتنف نشأة روما كثير من الغموض والضبيئية، وعندما كان القدماء يجهلون تاريخ أسلافهم القديم، فإنهم كانوا يلجأون إلى الأسطورة لتفسير الماضي، وقد حدث ذلك في سائر بلاد العالم القديم، وقد عكف علماء العصور الحديثة على دراسة هذه الأساطير وتفسيرها مما أدى إلى نشأة علم الميثولوجيا (الأساطير)، وفي مصر مثلًا لجأ المصريون القدماء إلى الأساطير لتفسير تاريخهم الغابر، وأسطورة إيزيس وأوزريس ليست عننا ببعيدة.

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. لوحة المجاعة بأسوان

ولم يكن الشعب الروماني بمنأى عن شعوب العالم القديم، في محاولة سير أغوار أصل نشأة مدينتهم فصاغوا الأساطير لتفسير ذلك الحدث الهام بالنسبة لهم، فقد كان الرومان يعتبرون تأسيس مدينتهم روما من أهم الأحداث في التاريخ، حتى أن مؤرخيهم وضعوا هذا الحدث كحجر أساس لمؤلفاتهم ومصنفاتهم التاريخية التي كان من أشهرها مصنف ليفيوس المعروف منذ تأسيس المدينة" ويقصد ليفيوس بهذه المدينة "روما" فكانت روما محور اهتمامه، كما هو الحال مع سائر المؤرخين الرومان.

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. أول من سكن فلسطين

وتحدثنا الأساطير عن طفلين توأمين أحدهما يُدعى ريموس والآخر رومولوس أنجبتهما ريا سلفيا لبنة ملك ألبالونجا، وهي أيضًا العذراء الطاهرة في معبد الإلهة فستا بعد أن حملت سفاحًا من الإله مارس، فأمر الحاكم أموليوس بإعدام ريا سلفيا، لأنه كان محرمًا عليها الزواج أو الحمل، ثم وضع الطفلين في إحدى السلال وألقى بهم في نهر التيبر، وتفاذقتهم الأمواج حتى استقر بهم المقام في المنطقة التي تم تأسيس روما بها لاحقًا، وبعد ذلك احتضنتهما ذئبة تدعى لوبا وأرضعتهما حتى شبا عن الطوق تلقاهم راعي يدعى فاوستولوس واعتنت زوجته بهما وأرضعتهما وما لبث أن دب الخلاف بينهما فقام رومولوس بقتل ريموس وأسس مدينة روما التي سميت باسمه فيما بعد وأصبح حاكمها الأوحد، والملاحظ في هذه الأسطورة أنها تتشابه مع قصة قابيل وهابيل حيث قتل أحدهما الآخر وجاء البشر من نسل قابيل ولعل ذلك أيضًا يدل على التواصل الأدبي والثقافي والتأثيرات الحضارية المتبادلة بين شعوب العالم القديم.

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. سوق خان الخليلي