جاستين ده اسمه اللي لما اتولد اختاروه له، ونادوه بيه، واللي اختاروه مش أبوه وأمه، هو أصلًا لقيط، كل المعروف عنه إن أبوه وأمه طلاينة، واللي رباه واحد طلياني، بس هو اتولد واتربى في باريس، وكان ميلاده سنة ١٨٤٦.
يدوب عدى عشر سنين، وبدأ شغفه بـ التاريخ، تحديدًا التاريخ المصري الفرعون، فـ درس الهيروغليفية، وبعدين اللغة العربية، ولصغر سنه اتقنهم بسرعة، وبقى واضح إن مستقبله هـيكون هناك، في الشرق، الذات بـ الذات تحت سفح الأهرامات.
عالم مصريات فرنسي اسمه مارييت، كانت مصر وقتها بتستعين باللي كان طبيعي يسمع عن الطفل المعجزة، وانتهز فرصة وجوده في فرنسا، وادى لـ جاستين نصين بـالهيروغليفية، وكان مارييت لسه مكتشفهم في مصر طازة، وكانوا صعبين في الترجمة، بس هو ترجمهم في بحر أسبوع، كأسرع ترجمة حصلت لـ حد وقتها اللي كان مدهش مش بس سرعته في الترجمة، ولا إن عمره وقتها كان ٢٠ سنة بس، لكن كان إنه عمل كده من غير ما يزور مصر أصلًا، هو درس المصريات اعتيادًا على الآثار اللي كانت موجودة في فرنسا، خصوصًا في متحف اللوفر.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الملك ساحورع وهرمه
كان طبيعي بعد كده إنه يبقى مدرس للمصريات، ويناقش أول رسالة دكتوراه عن المصريات (الإيجبتولوجي) في جامعة السوربون بـ فرنسا، ده كان في الوقت اللي المصريين بيتعاملوا مع الآثار باعتبارها مساخيط، وفيه اللي بيعتبرها أصنام لازم نكسرها، لما ناقش الدكتوراه كان جاستين عنده ٢٤ سنة، فـ عينوه مدرس مساعد، ولما بقى عنده ٢٦ سنة عينوه أستاذ كرسي، وده منصب كبير، وبقت دروسه في علم المصريات ظاهرة في فرنسا، بـ حضرها جمهور كبير إنه جمهور حية ناجحة، فـ كانت دايا كومبليت، ومفيش مكان لـ رجل، أظن بعد كل ده ما يصحش إنه ما يجيش مصر، ويبدأ يحول علمه النظري لاكتشافات علمية وعملية، فـ جه المحروسة، وأستاذه مارييت بيموت، اللي فعلا مات بعد أسبوعين من وصوله، الكلام ده كان في يناير ١٨٨١.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الجانب المُظلم لقصر البارون
مسك جاستين مدير مصلحة الآثار المصرية، اللي هي دار الآثار القديمة (الأنتكخانة) اللي بقى اسمه شارع محمود بسيوني، وعمل جاستين أول مطبعة هيروغليفية وعربية، وكان إلى جانب ده أمين المتحف المصري للآثار في بولاق، ووصل دخله من شغله في الآثار لألف جنيه سنويًا، وده رقم فلكي، وكان عايش في عوامة على حافة النيل اسمها عوامة االمنشية» اللي كانت من ممتلكات إدارة خدمة الآثار بعدها أصدر الخديوي عباس حلمي الثاني فرمان بتعيينه مدير عام المتاحف المصرية، ومدير عام الآثار التاريخية، كمل صاحبنا الحفريات التي كان بيعملها مارييت في سقارة، ووسع نطاق البحث، وما نسيش أصله كعالم لللغة الهيروغليفية، فـ كان مهتم بالمقابر اللي فيها نصوص فرعونية مهمة تثري اللغة الهيروغليفية، واكتشف آلاف الآثار فـ صورها وطبعها، وأنشأ المعهد الفرنسي لـ الآثار الشرقية في القاهرة، وطبعًا كان أول مدير له، وتوسع المعهد فـ درس كل الآثار المصرية، سواء إسلامية قبطية كله.
كمان اكتشف جاستين أكثر من ٤ آلاف نص بالهيروغليفية، واشتغل في معبد إدفو وأبيدوس، واستكمل أعمال إزالة الرمال عن أبو الهول، ما هو أبو الهول كان مدفون تحت الرملة سعادتك، والأجانب هم اللي طلعوه انت أكيد زهقت من طول الكلام، والراجل عمل وسوى وعمل وسوى، عندك حق، باختصار، الراجل ده كان جامد جدًا، واكتشف آثار كل واحد دفع جنيه علشان ييجي يشوفه، هو يستحق منه قرش، كلنا نعرف اسم الراجل ده، وبنردده كتير، بس ما نعرفش عنه حاجة، الراجل ده هو اللي احنا عارفينه بـ اسم "ماسبيرو" زمان، أيوه، ماسبيرو، كورنيش النيل، اتحاد الإذاعة والتلفزيون.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الشيخ محمد متولي الشعراوي
