مدينة يدار حكم البلاد منها حيث تتركز فيها مقرات السلطة في الدولة، كما يوجد بها مقرات الوزارات عادة بالإضافة إلى سفارات الدول الأجنبية في أغلب الأحيان، وتتميز عادةً بازدهارها الاقتصادي والثقافي كما تعد من أكبر المدن في الدولة وأكثرها ازدحامًا بالسكان نظرًا لتمدنها وما تتمتع به من خصائص عن باقي المدن ولا يمكن أن يطلق هذا الوصف على مدينة أخرى غير العاصمة.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الصراع المرهق للتفكير
في السنوات الأخيرة تبنت العديد من الدول مشروع بناء عاصمة جديدة وحظى هذا المشروع بأهمية كبيرة ولم تتوقف حركة الإنشاء على الدول المتقدمة فقط بل انتشرت في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء وتناولتها كل دولة على اختلاف ظروفها الداخلية والسياسة العمرانية التي تتفق مع أهدافها ومشكلاتها.
تباينت الأسباب في بناء العواصم الجديدة ما بين حل المشكلات العمرانية وتفادي تفاقمها كوضع حد لحالة التمركز السكاني الشديد بالمدن الكبرى، والاختناق المروري وزيادة استهلاك الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصرف صحي ومحاولة جذب الاستثمارات إلى الأقاليم الداخلية بالدولة، وبالتالي كان ما توصل إليه صانعي القرار في كل دولة إلى بناء عاصمة جديدة لحل هذه المشكلات.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الرضا بالمقسوم أعظم ما يكون
تعمل مصر منذ عام 2015، على بناء عاصمة جديدة لها، خارج القاهرة، وتأمل بأن تبدأ بمباشرة العمل بها في بداية العام المقبل وقد حظى مشروع بناء عاصمة إدارية جديدة بأهمية كبرى عندما تم الإعلان عنه خلال فعاليات المؤتمر الاقتصادي "مستقبل مصر" في مارس 2015.
حيث يهدف هذا المشروع إلى تخفيف الازدحام في القاهرة وحل أزمة الكثافة السكانية وتحقيق ازدهار اقتصادي يتم العمل في هذا المشروع على بناء مدينة بمواصفات عالمية وتبلغ مساحتها حوالي 700 كيلو متر مربع، وتضم المدينة كل الهيئات، والوزارات، ومقر البرلمان، والقصر الرئاسي ومنطقة للسفارات الأجنبية والمنظمات الدولية، ومركزًا تجاريًا عالميًا، ومدينة طبية عالمية ومدارس وجامعات دولية، ومطارًا دوليًا وكما ذكرنا من قبل فمصر ليست الدولة الوحيدة التي سعت لإقامة هذا المشروع، بل هناك دولًا عديدة أقدمت على خطوة تغيير عاصمتها.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. يلازمنا منذ نعومة أظافرنا
بينما حققت دول بعض النجاح مثل البرازيل، وكازاخستان وماليزيا ونيجيريا، كانت تجارب دول مثل تنزانيا وكوت ديفوار أقل نجاحًا لهيمنة المدينة الكبرى على مقدرات الحياة في البلدين فيبقى هنا تساؤل: هل إنشاء عاصمة جديدة يعد حلًا مضمونًا لمشاكل التكدس السكاني والمروري؟ وهل تمثل نظم الإدارة المطبقة في العاصمة الجديدة، نمطًا مختلفًا عن النمط السائد في المدن القديمة من حيث تدعيم المشاركة واللامركزية والتمكين؟