12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. الذهب السائل بمصر القديمة

2021/11/10 10:40 PM | المشاهدات: 539


|شمس مصر|.. الذهب السائل بمصر القديمة
مي مخلوف

• المقصود بالذهب السائل ليس كما تتخيل عزيزي القارئ.. المقصود به "العسل"، لماذا سُمي بهذا الاسم؟!

فكانت التسمية لأهمية العسل وأنه يحتوي على قيمة غذائية عالية، بل وأنه يُساعد في شفاء بعض من الأمراض.

وبالإضافة لأهميته هذه فقد ذُكر في القرآن الكريم في سورة "النحل" "يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءُ لِّلنَّاسِ".

 

 

• فالعسل أُستخدم بكميات كثيرة في مصر القديمة.. فكان يتم حفظه في جِرار صُنعت خِصيصًا له، فله أهمية عظيمة في حياة ومعتقدات المصريين القدماء؛ وهذا لأنه كان يُمثل دموع الإله "رع"، فتذكُر لنا إحدى الأساطير القديمة (ببردية salt 825) أن دموع الإله "رع" عندما تساقطت على الأرض تحولت إلى "نحل"، ومن ثم مارس هذا النحل نشاطه في امتصاص رحيق الأزهار وإفراز الشمع والعسل.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. المجهول الأفقه من مالك

 

نعلم أيضًا بأن النحلة كانت رمز لمصر السفلى ولكن ما سبب ذلك؟

السبب في أنها رمز لمصر السفلى هو أنّ أهل الدلتا كانوا يربون النحل بكميات هائلة فاشتهرت بتربيته، والسبب في إتاحة تلك الفرصة لهم هو وجود مساحات خضراء وفيرة بالأراضي الزراعية والأزهار.

 

 

• أُطلق على النحلة وكذلك العسل اسم (bit) في النصوص المصرية القديمة، فكان من ضمن الألقاب الملكية الخمس لملوك مصر القديمة لقب "نسوت بيتي" ويعني "ملك مصر العليا والسفلى".

 

• أقدم نص يُوضح لنا كيفية تربية النحل في مصر القديمة موجود بمعبد الشمس "ني- وسر- رع" بأبو غراب، ويعود هذا النص للأسرة الخامسة.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. وصايا الحكيم "آني" (الجزء الثاني)

 

فلو تحدثنا باستفاضة عن أهمية العسل عند المصريين القدماء لمللنا من كثرة ما سنقرأ لأهميته الشديدة، فكان غذاء ملكي وعنصر حيوي في النظام الغذائي المصري.. وأُستخدم أيضًا لأغراض طبية كما تُوضح لنا بردية "إدوين سميث"؛ فهو مضاد للبكتريا، فكان يستخدمونه في حالة حدوث حروق أو جروح، والمدهش أنهم استخدموه لعمل وصفات للبشرة والشعر.

 

• نأتي لأهميته من الناحية الدينية لدى المصري القديم فكان يُقدم ضمن القرابين المقدمة للآلهة، فقد قُدم للإله "آمون" بمعبد إدفو، وهذا بالإضافة إلى أننا عثرنا على الكثير من جرار العسل بالمقابر.. ونقش أيضًا على المعابد والمقابر كمقبرة "باباسا" الموجودة بالبر الغربي بطيبة والتي تعود للأسرة ال٢٦.

 

 

• كيف كانت خلايا النحل عندهم؟

فكانت تتكون من مجموعة من الأواني الفخارية بشكل أُسطواني وتُوضع على الأرض؛ فيجتمع عليها النحل لعمل أقراص الشمع والعسل.

 

• نحن نعرف أن من ضمن الأدوات المستخدمة في عملية التحنيط "شمع العسل"، فكان له دور أيضًا في التحنيط، وأيضًا أُستخدم كمادة لاصقة، وأُستخدم في طلاء التصاوير، وفي تغطية أسطح لوحات الكتابة.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. تمثال رمسيس الطفل