كما تحدثت في الجزء الأول عن الحال الذي ساد في البلاد وتمرّد الشعب على رجال الدين وسوء معاملتهم وأفعالهم السيئة.. وحينها جاء الحكيم "آني" ليوقظهم من ما كانوا يفعلونه على هيئة نصائح ووصايا نَجتهم من حالهم وجعلت حياتهم أفضل.. تحدثت عن نصائحه للزوج في معاملته مع زوجته ووالديه وغيره واليوم سأذكر بعض من وصاياه الأخرى.
• أولًا وصاياه بخصوص الخمر_ فقال
"لا تُلزمنّ نفسك من باب الفخر بأنّك تستطيع أن تشرب إبريقًا من الجِعّة.. فإنّك بعد ذلك تتكلّم ويخرج من فمك قول لا معنى له.. وإذا سقطت وكسرت ساقك فلن تجد أحدًا يمد إليك ليساعدك.. أمّا إخوانك في الشّراب فيقفون قائلين: "أبعدوا هذا الأحمق!" وإذا حضر إنسان ليبحث عنك ويستجوبك وجدَك طريح الثَّرى ومثلك في هذا كالطفل الصّغير"، فهنا أعطى النصيحة بشكل غريب قليلًا وقاسي حتى يفهمه من يشرب الخمر فيوضح أنه لا يجب أن تفتخر بضغطك على نفسك لشرب إبريق كامل من الخمر كسباق! وأنه سيجعل منك شخصًا غير مرغوب به وسيُثقل لسانك وكأن طفل يتحدث وسينفر منك من هم مثلك يشربون الخمر إذا أصابك أذى، فبتلك الطريقة يتقبلون النصيحة أسرع.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. تمثال رمسيس الطفل
• أعطاهم وصايا بخصوص تعاملهم مع رئيسهم في العمل_ فقال:
"لا تجيبنّ الرئيس في حال غضبه بل ابتعد من أمامه، وأذكر حلو الكلام حينما يُنطق بمُرّه لأيّ إنسان، واعمل على تهدئة قلبه فإنّ الأجوبة الشديدة تؤدي إلى غضب عظيم عليك، وبذلك تنهار قواك.. وإن الغضب صوَّبَ نفسَه نحو أعمالك فلا تنغّصنّ نفسك، على أنّ الرئيس سيلتفت ويثني عليك بسرعة بعد فوات ساعته المخيفة".
فيقول لهم ألا يتشاجروا مع رئيسهم بطريقة تُزيد من غضبه والأفضل أن ينصرف من أمامه في تلك اللحظة، فلو حدث ذلك سيغضب أكثر عليه وأن يقول شيء لطيف وبهدوء إلى أن يتعدى المدير غضبه وتعود الأمور إلى طبيعتها ويهدأ الحال.. وينطبق هذا أيضًا على أي شخص، لا يستلزم فقط مع الرئيس، فالهدوء وعدم الشِجار مع الغاضب يجعل الوضع أفضل.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. وصايا الحكيم "آني" (الجزء الأول)
• سأذكر أكثر عن وصاياه لتعامل الزوج مع زوجته فقد أعتبر المصريين القدماء الزواج علاقة مقدسة لا يجب أن تنتهي ولو بالموت، ولذلك أعطى نصائح كثيرة ليستمر الود والإحترام بين الزوجين ويتمتعوا ببيت مثالي مبني على التفاهم والإحترام وغيره، فلم يكن هو فقط من أوصى المصريين بخصوص التعامل مع الزوجة فكما ذكرت فهي علاقة مقدسة_ سأذكر أيضًا بعض وصايا الوزير "بتاح حتب" عن تعامل الزوج للزوجة من أجل حياة كريمة_ فيقول:
• "إذا كنت عاقلًا فأسس لنفسك دارًا، وأحبب زوجتك حبًا جمًا، وآتها طعامها وزودها بالثياب.. وقدم لها العطور لينشرح صدرها ما عاشت، وإياك ومنازعتها.. ولا تكن فظًا ولا غليظ القلب؛ فباللين تستطيع أن تتملك قلبها.. واعمل دائمًا على رفاهيتها، ليدوم صفاؤك وتتصل سعادتك". تلك النصيحة من النصائح الثمينة ويمكننا نحن أن نأخذ بها! ستتغير حياتنا للأفضل.
• ويقول أيضًا: "إذا كنت رجلًا ناجحًا، فأسس لنفسك بيتًا، واتخذ لك زوجة تكون سيدة لقلبك، اشبع جوفها، واستر ظهرها.. واعلم أن علاج أعضائها الدهان "أي العطور"، واجعل قلبها فرحًا مادمت حيًا".
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الكاتب محمود تيمور
