التزين هو التجمل والتحلي وأمرنا الله بالتزين رجالًا ونساءً لأنه من العبادة والأصل في التزين عند المسلمين أن يكون ذلك فعلاً تعبدياً تريد منه الزوجة ـ مثلاً ـ أن تتجمل لزوجها، وأن تجعل من ذلك وسيلة إلى زيادة المودة والعاطفة بينها وبينه، وهو أمر تعبدي لأن فيه طاعة لله ولرسوله صل الله عليه وآله وسلم، من حيث بناء الأسرة المسلمة السليمة والصحيحة، والقائمة على المودة والرحمة والتفاهم، وأن يقدم كل طرف للآخر من نفسه وعاطفته وقته، ولكن الملاحظ - بحسب الواقع الحالي - أن التزين بات غاية في ذاته، وأنه انفلت من عقاله، ومن ضوابطه الشرعية، فبات بعض النساء يتزين من أجل زيادة مظاهر الإغراء وإبرازها في الشارع للعلن، وأمام الأجانب.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. التبرك بالأضرحة في الإسلام
وهذا يتعارض مع الغاية الشرعية من الزينة والتزين في ضوء هذا الواقع تخرج عبادة التزين عن مسارها الشرعي، وتتحول إلى معصية، ينتج عنها ارتدادات سلبية على مستوى العلاقة الزوجية، وعلى السكينة والمودة والرحمة التي هي أصول العلاقة الزوجية.
ضوابط التزين:_
١_ ألا يكون فيه تشبه من الرجال بالنساء والعكس
عنِ ابنِ عبَّاسٍ _رضِيَ اللهُ عنه_، قال: ((لعنَ رَسولُ الله صلَّ اللهُ عليه وسلَّم المتشَبِّهينَ مِن الرِّجالِ بالنِّساءِ، والمتشَبِّهاتِ مِن النِّساءِ بالرِّجالِ))
٢_ألا يكون فيه تشبه بالكفار والفساق وأهل البدع لقول رسول الله _ صل الله عليه وسلم_ ((من تشَبَّه بقَومٍ فهو منهم ))
٣_ألا يترتب على التزين ضرر كما قال الله تعالى: ((وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ))
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. علامات حسن الخاتمة
٤_ألا يكون في التزين إسراف كما قال تعالى: ((يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ))
٥_ألا يكون مغيرًا لخلق الله تعالى
عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ _رضي الله عنه_، ((لعَنَ اللهُ الواشِماتِ والمُستَوشِماتِ، والمتنَمِّصاتِ، والمتفَلِّجاتِ للحُسنِ، المغَيِّراتِ خَلقَ اللهِ تعالى، ما لي لا ألعَنُ مَن لعَنَ النبيُّ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم! وهو في كتابِ اللهِ:(( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ))
٦_ألا يكون فيه غش أو تدليس
عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه: أنَّ رَسولَ الله _صلَّ اللهُ عليه وسلَّم_ قال: ((من غَشَّنَا فليس مِنَّا))
ولهذا وذاك فإن التزين ليس بمحرم على الرجال والنساء بل هو من جميل الأشياء التي يحبها الله تعالى ولكن له ضوابط وأحكام يجب أن نلتزم بها حتى لا تتحول النعمة إلى نقمة والفعل القائم على حسنة إلى فعل قائم على ذنب عظيم كالتبرج وإطلاق البصر الذي يؤدي بنا إلى حافة الهاوية، وأضرار بالغة ليس لها مثيل كالتحرش والزنا وغيره عافانا الله وإياكم.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. حرية العقيدة بالإسلام
