12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. نفرتاري جميلة الجميلات

2021/10/31 09:04 PM | المشاهدات: 676


|شمس مصر|.. نفرتاري جميلة الجميلات
محمد السحيلي

الملكة نفرتاري هي جميلة الجميلات والملكة الأجمل والأكثر سحرًا وجاذبية وفتنة، والزوجة الملكية الكُبرى، الأجمل والأحب في قلب زوجها نجم الأرض، ملك مصر الأشهر، الملك رمسيس الثاني الذي عاش في الأسرة التاسعة عشر في عصر الدولة الحديثة.

 اسمها الكامل هو «نفرتاري ميريت موت» ويعني «نفرتاري محبوبة الربة موت» ويعني اسمها المختصر الأشهر_ «نفرتاري»: «أحلاهُن»، أو «حلاوتهم» بالعامية المصرية.

 

وكان من فرط وعظمة حب وإعزاز وتقدير رمسيس الثاني لزوجته المحبوبة نفرتاري تصويرها معه في معظم آثاره، وبِناء الآثار الكبيرة والجميلة لها مثل مقبرتها في وادي الملكات رقم 66 ومعبدها في أبو سمبل.

 

 تقع مدينة أبو سمبل إلى الجنوب من أسوان على الضفة الغربية لنهر النيل في النوبة المصرية بالقرب من حدود مصر مع السودان الشقيقة، وبنى الملك الأشهر رمسيس الثاني بأبو سمبل معبدين في الصخر، المعبد الكبير له، والمعبد الصغير لنفرتاري.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. يسمى كتاب "تحوت"

 

وكان معبد أبو سمبل الكبير واحدًا من أربعة معابد بُنيت خلال فترة حكم الملك رمسيس الثاني كوحدة واحدة، والثلاثة الأخرى هي: معبد وادي السبوعة مقر (المعبود آمون رع) ومعبد الدر مقر (المعبود رع حور آختي) ومعبد جرف حسين مقر (المعبود بتاح).

 وقد أمر الملك "رمسيس الثاني" مهندسيه البارعين بالبدء في بناء معبدي أبو سمبل في السنوات الأولى من فترة حكمه العريق واكتمل العمل فيهما في العام الخامس والعشرين من حكمه المديد.

 

ويطل معبد أبو سمبل الكبير على بحيرة ناصر في منظر جمالي رائع قلما أن يتكرر في أي مكان أثري آخر حيث تتزاوج زُرقة السماء الصافية بزرقة المياه الرائقة ورِمال صحراء مصر الصفراء النقية بصخور المعبد الداكنة وخُضرة الأشجار والنباتات الموجودة في المنطقة بسمرة أبناء مصر المميزة.

 

 ويُعتبر معبد أبو سمبل الكبير من روائع فن العمارة في مصر القديمة ومن أروع معالم معبد أبو سمبل الكبير اختراق شعاع الشمس بوابة المعبد ليصافح وجه رمسيس الثاني مرتين من كل عام في ظاهرة هندسية وفلكية تثير الإنبهار باستمرار ويؤكد هذا على عبقرية المصري القديم التي لها أدلة كثيرة لا تزال تُحير العالم كله إلى يومنا الحالي.

 وتُعد ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني بذلك المعبد المهم_ حدثًا فريدًا ينتظره عُشاق مصر في كل مكان في العالم.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الرجل الذي لا يشبع

 

ويقع معبد أبو سمبل الصغير أو معبد جميلة الجميلات الملكة "نفرتاري" إلى جوار المعبد الكبير الخاص بزوجها الملك الشهير الملك "رمسيس الثاني".

 من أجل الجميلة نفرتاري، بنى لها زوجها ذلك المعبد المتميز المنحوت في الصخر الطبيعي. ونُحتت تماثيل عديدة في واجهة المعبد تُمثل الملك العظيم وزوجته الجميلة التي أبهرت العالم، قديمًا وحديثًا، بجمالها وجاذبيتها وعذوبتها ورقتها التي لا تُقاوم.

 ثم تتوالى الأجزاء المعمارية المكونة لهذا المعبد المهم وصارت نفرتاري الزوجة العُظمى للملك رمسيس الثاني، على الرغم من تعدد زوجاته ومحظياته كانت نفرتاري أم ستة من أهم أبناء الملك رمسيس الثاني ومن فرط حبه الشديد لزوجته فائقة الجمال، أمر الملك العظيم_ بإنشاء مقبرة رائعة لها في وادي الملكات

 

وقد حملت منطقة وادي الملكات في مصر القديمة أسماء عدة مثل «الوادي العظيم»، و«الوادي الجنوبي»، «تا ست نفرو» _ يعني الاسم الأخير «مكان الجمال»، وشاع أكثر من الاثنين السابقين. 

 

 إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الملك توت عنخ آمون

 

وأُُسس في البداية كجبانة مخصصة لدفن نساء الطبقة الحاكمة من المجتمع المصري القديم في بداية عصر الدولة الحديثة على الشاطئ الغربي لنهر النيل المواجه لمدينة الأحياء في شرق طيبة (الأقصر الحالية) ولم تبدأ الحفائر العلمية المنظمة إلا في عام 1903، بوصول الإيطالي الشهير «إرنستو سيكياباريللي»- مدير المتحف المصري في تورينو- وحصوله على التصريح بالتنقيب في الوادي من مصلحة الآثار، فنجح في اكتشاف مقبرة الملكة الفاتنة نفرتاري، جميلة الجميلات.

 

ومنذ العثور على هذه المقبرة الجميلة، أُعتبرت واحدة من أجمل المقابر التي أبدعتها مخيلة المصريين القدماء فكرًا وأداء، فبلغت الرسوم المصورة على جدرانها وممراتها 520 متر مربع من الجمال الساحر وحين اكتشفها سيكياباريللي في عام 1904، فتح الباب ليطل العالم على واحد من أجمل الإبداعات الفنية في العالم عبر تاريخ الفن البشري الطويل، وعلى واحدة من أجمل المقابر القادمة من مصر القديمة ذات الرسوم التي تخلب الأبصار، وتسحر العقول بجمال مناظرها، وتنوع موضوعاتها، ونقاء وصفاء ألوانها وأصبح من المُفضل عند عشاق الجمال الراغبين في نشدان البهجة_ زيارة هذه المقبرة للنهل من جمالها الأخّاذ، وأصبح الجمال علامة وعنوانًا عليها وعلى صاحبتها، كما كان الحال في حياتها الأولى المليئة بالجمال والحب والسعادة والعشق في عهد ملكها العاشق الأبدي لها ولجمالها التي كانت تنافس به حتحور ربة الحب والجمال عند قدماء المصريين.

 

 وتحول الطموح الفني الذي راود وساور صاحبتها ومبدعيها إلى حقيقة واقعة واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء في نهار مشمس رائق العذوبة.

 

رُبما ماتت نفرتاري في العام الثلاثين من حكم رمسيس الثاني المديد ودُفنت في مقبرتها الأشهر والأكبر والأهم بين مقابر وادي الملكات.

 

كانت جميلة الجميلات نفرتاري ملكة قوية ومؤثرة بقوة في عهد زوجها، نجم الأرض الملك الأشهر "رمسيس الثاني". ولعبت آنذاك دورًا كبيرًا في الشئون الدبلوماسية في الدولة المصرية العريقة؛ نظرًا لِما كانت تتمتع به من مهارات عديدة مثل فنون الكتابة، خصوصًا الهيروغليفية، والقراءة وأصول وفنون علم المراسلات الدبلوماسية، فأفادت بمهاراتها الكبيرة مصر وزوجها الملك عظيم الشأن في الشرق الأدنى القديم، فضلًا عن حبها وإخلاصها لزوجها الملك العظيم مما جعل من قصة حب "رمسيس الثاني" و"نفرتاري" أعظم قصص الحب والعشق التي خلدها الإنسان في الحجر والفن قبل أن يخلدها في فنون الأدب والقول.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. طريق الكباش بالأقصر