12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

قصة أبي ذر الغفاري

2021/10/11 07:21 PM | المشاهدات: 709


قصة أبي ذر الغفاري
محمد السحيلي

° أبي ذر الغفاري صحابي زاهد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر رواه ابن ماجه

 أي ما حملت الأرض ولا أظلت السماء أصدق من أبي ذر وكان حريصًا على التعلم.

 

° إسم أبو ذر الغفاري 

المشهور أن اسمه جندب بن جنادة كان من السابقين إلى الإسلام، وكان شُجاعًا مِقدامًا حيث روي الإمام البخاري أن أبا ذر حين علم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم

قال لأخيه: إركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء واسمع من قوله ثم ائتني فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر

 

إقرأ أيضًا/مسجد ابو حريبة

 

° فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلامًا ما هو بالشعر فقال أبو ذر: ما شفيتني مما أردت فذهب بنفسه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومكث حتى استطاع أن يلتقيه، فقال له النبي صل الله عليه وسلم «إرجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري»

 قال: والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أنّ لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ثم قام القوم فضربوه حتى أضجعوه، وأتى العباس فأكَب عليه، قال: ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار وأن طريق تجاركم إلى الشام، فأنقذه منهم ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه فأكَب العباسُ عليه.

 

°صفات أبو ذر الغفاري

كان رضيّ الله عنه كريمًا يبذل الطعام والمال لكل عابر سبيل أو فقير، وقد ذكر الواحدي في كتابه "أسباب النزول" أن أبا ذر كان أحد المقصودين بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ • وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾ [المائدة: 87 ـ 88]، حيث اتفق عدد من الصحابة على أَن يصوموا النهَار، ويقوموا الليْل، ولا يناموا على الْفرش، ولا يَأكلوا اللحم، ولَا الْودك، ولا يقربوا النساءَ وَالطيبَ، وَيلبسوا الْمسوحَ ورفضوا الدنيا ويسيحوا في الأَرْض، ويترهبوا ويَجبوا الْمذَاكير، فَبلغ ذلك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فجمعهم، فَقَالَ:

 

إقرأ أيضًا/مقبرة الوزير رع مس

 

«أَلَمْ أُنَبَّأْ أَنَّكُمُ اتَّفَقْتُمْ عَلَى كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ، فَقَالَ: لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أُومَرْ بِذَلِكَ، إِنَّ لِأَنْفُسِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا، فَصُومُوا وَأَفْطِرُوا، وَقُومُوا وَنَامُوا، فَإِنِّي أَقُومُ وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَآكُلُ اللَّحْمَ وَالدَّسَمَ، وَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي. ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ وَخَطَبَهُمْ فَقَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ حَرَّمُوا النِّسَاءَ وَالطَّعَامَ، وَالطِّيبَ وَالنَّوْمَ، وَشَهَوَاتِ الدُّنْيَا؟ أَمَا إِنِّي لَسْتُ آمُرُكُمْ أَنْ تَكُونُوا قِسِّيسِينَ وَلَا رُهْبَانًا، فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي دِينِي تَرْكُ اللَّحْمِ وَالنِّسَاءِ، وَلَا اتِّخَاذُ الصَّوَامِعِ، وَإِنَّ سِيَاحَةَ أُمَّتِي الصَّوْمُ، وَرَهْبَانِيَّتَهَا الْجِهَادُ، وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحُجُّوا وَاعْتَمِرُوا، وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَآتَوُا الزَّكَاةَ، وَصُومُوا رَمَضَانَ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالتَّشْدِيدِ، شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَأُولَئِكَ بَقَايَاهُمْ فِي الدِّيَارَاتِ وَالصَّوَامِعِ»، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ،

 

° فقالوا: "يا رسولَ اللَّهِ كَيْف نصنع بِأَيماننا التي حَلَفنا عليْها؟" وَكانوا حلفوا على ما عليه اتفَقوا فأَنْزل اللَّهُ تَعَالى: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ في أَيْمَانِكُمْ.... الْآيَةَ).

 

°أما صفاته فقد كان أبو ذر الغفاري رجلًا آدمًا ضخمًا جسيمًا، كث اللحية، طويلًا، أبيض الشعر واللحية، نحيفًا. 

وقد ترك من الذرية بنتًا واحدة ضمها عثمان بن عفان إلى أبناءه بعد وفاة أبي ذر، وكان أبو ذر آية في الزهد وحب الفقراء، فكان عطاؤه من بيت المال أربعة آلاف، فكان إذا أخذ عطاءه، يدعو خادمه، فيسأله شراء ما يكفيهم للسنة، ثم يستبدل باقي المال بفلوس يفرقها على الفقراء، ويقول: «إنه ليس من وعاء ذهب ولا فضة يوكي عليه إلا وهو يتلظى على صاحبه».

 

إقرأ أيضًا/مقبرة حور محب بسقارة

 

°من مواقف أبي ذر الغفاري:

في غزوة تبوك تخلف أبو ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبطأ به بعيره، فما كان من أبي ذر إلا أن نزل من على هذا الجمل وحمل متاعه ومشى حتى يلحق برسول الله وجيشه، ونظر ناظر من المسلمين فقال: يا رسول الله هذا رجل يمشي على الطريق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «كن أبا ذر»، فلما تأمله القوم قالوا: "يا رسول الله .. هو والله أبو ذر"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده»، رواه الحاكم في المستدرك.

 

°وفاة أبو ذر الغفاري:

توفي أبو ذر الغفاري في ذي الحجة سنة 32 هـ في الربذة، وكان أبو ذر لما حَضرته الوفاة، قد أوصى إمرأته وغلامه، فقال: «إذا مت فاغسلاني وكفناني، وضعاني على الطريق، فأول ركب يمرون بكم فقولا: هذا أبو ذر»، فلما مات فعلا به ذلك، فإذا ركب من أهل الكوفة فيهم عبد الله بن مسعود، فسأل: «ما هذا؟»، قيل جنازة أبي ذر، فبكى ابن مسعود، وتذكر قول النبي محمد: «يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده»، فصلى عليه، وألحده بنفسه

 

إقرأ أيضًا/قصر الأمير محمد علي بالمنيل