تمثل مشكلة سد النهضة هاجس كبير لدول المصب: مصر والسودان تجاه إثيوبيا وتمسكها بالملء الثاني للخزان فهناك قلق شديد بشأن دخول مصر في حرب جديدة، وتأثر اقتصادها بدرجة كبيرة، لذلك نتيجة اهتمامنا الكبير بتلك المشكلة نعرض نبذة تعريفية عن السد ومخاطره.
يقع سد النهضة في نهاية النيل الأزرق في منطقة بني شنقول جوموز وعلى بعد نحو 20-40 كم من الحدود السودانية، جاءت تكلفة السد نحو 4,8 مليار دولار أمريكي، وستصل في النهاية إلي 8 مليارات دولار
وأُنشأ السد لتوليد الكهرباء وتعويض انخفاض الطاقة في إثيوبيا، ولإنتاج الطاقة الكهرومائية وتوفير الكهرباء منها ثم تُباع لإثيوبيا والدول المجاورة مثل السودان.
وبدأ ملء الخزان في يوليو 2020 وسيستمر من 5 إلى 15 عامًا،حسب الاتفاق بين الثلاث دول.
هناك توقعات بكون السد أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا وسابع أكبر محطة في العالم بسعة تبلغ 6.45 جيجاواط.
تأثير السد على إثيوبيا:
يعتبر النيل الأزرق نهر موسمي، فإن السد سيساعد إثيوبيا في تقليل الفيضانات لنحو 40 كم ، مما يعمل على حماية المستوطنات من الأضرار الناجمة عن الفيضانات، ولكن السد يمكن أن يكون ضاراً، بنقص نسبة الزراعة وحرمانها من المياه لقلة الفيضانات في وادي النهر للمصب.
اقرأ أيضاً/الري : تكليف ثلاث معاونين لمتابعة مشروعات بالهيئة
التأثير على السودان ومصر:
لا أحد يعلم تأثير السد على دول المصب ولكن مصر لديها قلق شديد بشأن نقص توافر المياه أثناء ملء الخزان وانخفاضها نتيجة تبخر خزان المياه، حيث أن حجم الخزان يعادل التدفق السنوي لنهر النيل على الحدود السودانية المصرية أي نحو (65,5 مليار متر مكعب)، وهناك تنبؤات بوصول الخسارة إلى دول المصب على المدى الطويل.
وعند ملء الخزان يقل منسوب المياه من 11 إلى 19مليار متر مكعب سنوياً، وسيؤثر ذلك على دخل مليوني مزارع، وسيقلل من إمدادات الكهرباء في مصر بنسبة 25 % إلى 40 %، حيث أن الطاقة الكهرومائية تعتبر أقل من 12% من إجمالي إنتاج الكهرباء في مصر لعام 2010 (14 من أصل 121 مليار كيلو وات في الساعة) فسيخفض إنتاج الطاقة الكهرومائية بنسبة 25% مما يؤدي إلى نقص إنتاج الكهرباء الإجمالي المصري لأقل من 3%.
اقرأ أيضاً/رحلة الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان.
تعاني مصر من فقر مائي منذ القدم، فحصتها سنوياً باتفاقية 1959 بينها وبين السودان نحو 55.5 مليار متر مكعب، والنسبة ثابتة مع زيادة عدد السكان كثيراً، مما أدى إلى عجز مائي لمصر بنحو 22 مليار متر مكعب سنويا، أي 40% من حصتها.
وقل نصيب الفرد من المياه العذبة المتجددة في مصر إلى 625 متر مكعب سنويا مع عدد السكان 100 مليون نسمة في عام 2017 والمتوقع ارتفاعه أكثر، وهو انخفاض دون حد الشح المائي حسب المؤشرات العالمية بحوالي ألف متر مكعب سنويا.
سيؤثر السد على زراعة دول المصب بدرجة هائلة حيث يمثل القطاع الزراعي قمة التدرج الهرمي الاقتصادي، فيساهم بنحو 15% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، وحوالي 20% من الصادرات، ويعمل بالزراعة 30% من إجمالي قوة العمل المصرية، ويوجد في الريف 60% من السكان، ويمثل استيراد مصر سنويا من المنتجات الزراعية نحو 90 مليار جنيه لسد الحاجه السكانية، بالإضافة أنه سيؤدي سد النهضة إلى قلة رقعة الأراضي الزراعية المصرية بنسبة 29.47%، وفي الدلتا بنسبة 23.03%.
ويعمل بالزراعة أكثر من 6 ملايين شخص، وإذا انخفض مليار متر مكعب فقط من حصة مصر المائية يعمل ذلك على تدهور 200 ألف أسرة، وإذا تم الملء الأحادي لأثيوبيا، ستخسر مصر 10 مليار متر مكعب، أي ضرر مليوني أسرة مصرية.
لذلك إذا تم مشروع سد النهضة ستظهر فجوة غذائية في حالة التضخم المنتشر بالسودان وهناك قلق بأن تزداد نسبته إلى 500 %، آي تأثر نحو 20 مليون نسمة مهددين بأزمة خطر المجاعة.
اقرأ أيضاً/تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية
لذلك زاد القلق المصري بمشكلة سد النهضة بإصرار إثيوبيا على الملء الثاني للخزان عندما رفضت مصر التنازل عن حق الفيتو في تقسيم نسبة المياه بشكل قانوني ملزم، وأمرت مصر بالبحث عن معلومات ودراسات السد، ولكن رفضت إثيوبيا هذا الطلب ما لم تتنازل مصر عن حق الفيتو.
فلا أحد يعرف ما الذي ستضطر إليه مصر الفترة القادمة وهل ستستخدم الحرب لضرب السد أم لا ؟ ولكن هناك توقعات كبيره بذلك، حيث أن السد سيعمل على تعريض أكثر من 40 مليون مواطن من البلدين للمجاعة والفيضانات.