12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

العقل السليم في الجسم السليم ( الجزء الأول) 

2021/09/03 10:04 PM | المشاهدات: 320


العقل السليم في الجسم السليم ( الجزء الأول) 
آية ابراهيم سعد

لا زالت الحضارة المصرية القديمة تبهرنا بالكثير من أسرارها رغم مرور ألاف السنين . فعلى الرغم من تفوق القدماء المصريين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية وفي فن العمارة والهندسة إلا أنهم لم يهملوا الجانب الترفيهي في حياتهم حيث أنهم كانوا يقومون باستغلال أوقات فراغهم في شئ مفيد بعد الانتهاء من أعمالهم اليومية ، فكانوا يلجأوا إلى اللهو واللعب وممارسة أنواع متنوعة من الرياضة مع أسرهم سواء في الحديقة أو في أحراش الدلتا .

ويعتبر المصري القديم أول من عرف الرياضة ومارسها وفق قواعد معينة وقوانين ثابتة حيث عرف أهميتها وفوائدها على العقل والجسم وتأثيرها في بناء الشخصية أيضًا ، وهذا ما أشار إليه المؤرخ (هيرودت) عندما زار مصر قبل الميلاد وكتب «كان المصريون يعقدون مباريات رياضية تشتمل على جميع أنواع الفنون والمسابقات ويقدمون فيها الجوائز للفائزين» . ولم تكن ممارسة الألعاب الرياضية مقتصرة على طبقة معينة فقط ولكن كان يمارسها الملوك وكذلك عامة الشعب ؛ فهناك العديد من المناظر والنقوش الموجودة على جدران المعابد التي توضح الملوك وهم يحضرون المسابقات الرياضية التي كانت تقام في الأعياد والمناسبات الرسمية ويقومون بتكريم الفائز .

 

إقرأ أيضًا/الرؤوس البديلة في مصر القديمة

 

ولقد تنوعت الألعاب الرياضية التي مارسها المصري القديم ما بين ألعاب مصارعة ومبارزة ورماية وتسلق وشد الحبل والجري ورمي السهام والسباحة والصيد والقفز ...... الخ .

وسوف نتناول بعض من هذه الألعاب في مقالنا اليوم : 

أولاً : رياضة الجري/ حرص الملوك على ممارسة الجري منذ الصغر لمساعدتهم على تقوية البنية الجسدية لهم ، فكان من ضمن طقوس الملك الأساسية أثناء احتفاله بعيد الحب سد أن يمارس طقس الجري حيث كان يقوم الملك بإطلاق سراح ثور ويقوم بإلقاء عقدة على قرنيه وإذا نجح يقوم بلف الحبل على قدمي الثور الخلفيتين ويسقطه ، وصور هذا الاحتفال على صلاية الملك نارمر وهناك أيضًا منظر للملكة حتشبسوت وهي تقوم بالجري منقوش على معبد الكرنك ، ولم تقتصر هذه اللعبة على الملوك فقط بل مارسها عامة الشعب أيضًا ومثلت هذه المناظر في مقابر بني حسن من الدولة الوسطى .

ثانياً : رياضة الفروسية / عرف المصري القديم بحبه للفروسية وعلمه بكيفية تدريب وتربية الخيول ، وكان الملوك يمارسون الفروسية في ميدان سباق كبير غرب منف بجوار الأهرام ثم يتجهون بعد ذلك للصيد في الصحراء ، ومن المناظر التي توضح ذلك منظر للملك رمسيس الثالث في معبد هابو حيث صور وهو يمتطي حصاناً .

 

إقرأ أيضًا/تمثال الملك نثري غت

 

ثالثاً : رياضة حمل الأثقال / وتعتبر من الألعاب الرياضية الشاقة التي مارسها المصري القديم حيث تساعد على تقوية العضلات ،وكان يقوم المصري القديم بحمل غرارة مليئة بالرمل ويرفعها بساعد واحد إلى الأعلى مع الاحتفاظ بها في وضع قائم .

رابعاً / رياضة الرماية / اهتم المصري القديم بهذا النوع من الرياضة وذلك لحماية الوطن من الأعداء والمخاطر ، وظهرت مناظر لممارسة هذه الرياضة في معبد سيتي بأبيدوس .

خامساً : التجديف / مارس المصري القديم رياضة التجديف في نهر النيل وتعتمد هذه الرياضة على قوة الذراع ، وهناك الكثير من المناظر التي توضح ذلك مثل منظر أربعة من المجدفين في وسط المركب يقومون بالتجديف بمقبرة سن نفر بالبر الغربي . 

وبالإضافة إلى تلك المناظر التي توضح حب المصري القديم لممارسة الألعاب الرياضية فقد تم العثور على العديد من أدوات اللعب في المقابر وتم حفظها في المتحف المصري مثل ( الكرات - لوحات الألعاب - عجلات الصيد - شباك صيد وصنارات ) .

وسوف يتم استكمال باقي الألعاب الرياضية في الجزء الثاني من المقال .

 

إقرأ أيضًا/مفتاح الحياة عنخ