12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

مضاعفة أجور الأعمال 

2021/07/13 09:29 AM | المشاهدات: 606


مضاعفة أجور الأعمال 
أحمد ناصر علوان

من رحمة الله على أمة الأسلام قصر العمر مع مضاعفة الثواب على العمل، وهذا تكريم للأمة ونعمة ينبغي أن نشكر الله عليها. 

 

وإن من شكر نعمة الله استغلالها أحسن استغلال فيما ينفع البلاد ويفيد العباد.

ومن هذه النعم "مضاعفة أجور الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة" ودليل ذلك: ما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما العمل في أيّام أفضل في هذه العشرة»، قالوا: ولا الجهاد، قال: «ولا الجهاد إلاّ رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء» يعني ذلك أن أجر العمل الصالح -أي عمل صالح كان- أجره مضاعف في هذه العشر أيام.

 

إقرأ أيضاً: الدرس الثاني عشر (الإيمان بالملائكة)

 

ولعل سبب تفضيلها أن فيها يوم التروية وهو اليوم الثامن، ويوم عرفه وهو اليوم التاسع، صيامه سبب في غفران ذنوب سنة قبله وسنة بعده، كما أخرج ذلك الإمام مسلم في صحيحه.

وفيها يوم النحر يوم الحج الأكبر، وعيد المسلمين، وهو أفضل الأيام على الإطلاق، وفيها تجتمع أمهات العبادات 

الصلاة والصيام والحج والصدقة، وعلى المرء أن يسارع في كل أعمال الخير فيه لاسيما ذكر الله -التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير- لورود الأحاديث في ذلك والأمر بالتكبير فيها كما في القرآن والسنة.

أيها المسلم، لا يخفاك ما تفعله من ذنوب طوال العام، وهذه فرصة لك، إن كنت قصرت في رمضان، أو في غيره، أنا وأنت وجميع المسلمين نحتاج لمضاعفة الحسنات لأنها تذهب السيئات (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ) فاعمل فأنت محتاج جدا للعمل، ولعل الله يتقبل منك ويجعلك وليا له بعملك الصالح.

 

إقرأ أيضاً:عقيدتي الدرس العاشر

 

أيها المسلم، إن العمل الصالح بمثابة رأس مال العبد وعليه درجة فوزه أو خسرانه، ودليل ذلك سورة العصر، والمقصر فيه إذا مات دعا الله وتمنى أن يرجع، لماذا؟ ليعمل صالحا.

وهو سبب الحياة الطيبة في الدنيا والجزاء الحسن يوم القيامة، ودليل ذلك قوله تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} 

فعلى المسلم الحق أن يجتهد في الأعمال الصالحة كلها ولاسيما في هذه العشر الأوائل من ذي الحجة خير أيام الدنيا التي ستطل علينا عن قريب، وإن من أفضل ما يفعل هذه الأيام (توبة صادقة تمحو الذنوب التي مضت وكانت سبب عدم التوفيق وحجب الحسنات وتكبيل العبد، ونية خالصة صالحة، وبر الوالدين وصلة الأرحام وذكر الله والإحسان) والله يحب المحسنين، والله أعلم، والحمدلله رب العالمين.

 

إقرأ أيضًا/معاملة رسول الله لأصحابه