الحرية سجن في بعض الأحيان، فيجب أن نسجن أفكارنا ومُعتقداتنا الخاطئة عن ذلك المفهوم الذي يمنحنا قوة كبيرة، ولكن في نفس الوقت هو لعنة علينا إن لم نجيد معناه الصحيح، فالحرية في التزام حدود الآخرين، وحدود نفسك فلا تجرح ولا تؤذي تحت ما يُدعى الحرية.
فإن لم نعرف المعنى الصحيح للحرية، فسوف نستخدم هذه الحرية بإسلوب خاطئ، فالمقصود ب أنت حر ما لم تضر، لا يعني إلحاق الضرر بالآخرين فقط، ولكن إلحاق الضرر بأنفسنا أيضاً، بمشاعرنا وأفكارنا، إلحاق الضرر في أن نجعل أنفسنا خاضعين مُقيدين بأفكار عقيمة من وحي خيالنا نحن
-------------
اقرأ أيضاً شموع تُنير وتحرق
-------------
والحرية ليست مُطلقة سواء كانت حرية اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو دينية أو حرية الأفكار والمُعتقدات فكل من هذه الحريات لا تعطينا مفهوم الحرية المطلقة لأننا سنخضع لقواعد الأسرة أو المجتمع
الحرية في أن نجعل حدودنا تبدأ مع حدود البيئة المحيطة بنا وتنتهي عند حدود نهايتها مع ترك ما لا يتفق مع عقلك وتفكيرك، فكل منا لديه عقل وكل منا يستخدم ذلك العقل ولكن ليس كل منا يحسن استخدامه،
فيجب مثلاً أن نأخذ الحظر في بعض الكلمات التي نقولها للآخرين فلا نجعل الغفلة تصل بنا أن نجرح أحد ببعض الكلمات التي تشبه السهام، ونقول هذه حرية، فنحن لنا حق التعبير، نعم هذا صحيح فنحن لنا حق التعبير فعلاً ولكن مع احترام ووزن الكلمات على ميزان الصح والخطأ، وليس على ميزان الحرية وأن لا أحد يحق له نقض كلامك
-------------
اقرأ أيضاً هل سنعود
-------------
فمثلما نحن أحرار في الحديث، هم أحرار في انتقادنا، هم أحرار في الحزن والابتعاد عنا، فلا يجب أن نجعل مفهوم الحرية العمياء يشوش على أفكارنا فيجعلنا أغبياء، مسلوبين المشاعر لا نفكر في أحد كل ما نريده نفعله، وإن تحدث إلينا أحد لا نجيد الرد غير بهذه الكلمات الباهتة نحن أحرار ما لم نؤذي أحد ولم نلحق الأضرار، ولكن هل فكرنا يوم أننا بهذا نلحق أكبر الأضرار لأنفسنا التي هي تعكس سلوكنا لمن حولنا ؟!.
-------------
اقرأ أيضاً أسوار السعادة
------------