تهدف تلك الدراسة إلى مناقشة مدي إمكانية وجود ما يمكن تسميته بحدائق الحيوان في كل حضارتي مصر القديمة وبلاد النهرین.
ويمكن أن نطرح تساؤلا حول مدى إمكانية وجود "حدائق الحيوان - كاصطلاح حديث ومعروف لنا - في العصور القديمة في الشرق الأدنى القديم ، حيث عكست بعض المناظر والنقوش والنصوص دليلا على وجود عدد كبير من الحيوانات النادرة التي تم استجلابها لبيئة الشرق الأدنى القديم فقد سجلت النصوص و الرسوم والنقوش القديمة دليلا على تاريخ حضاري للعلاقات البدائية بين البشر والحيوانات ، كما عثر على عظام حيوانية في معظم المواقع الأثرية في الشرق الأدنى القديم مما جعل بعض العلماء يقر بالأهمية الرمزية والحيوية للحيوانات في الشرق الأدنى القديم
إقرأ أيضًا/أول عملة تم ضربها في التاريخ المصري القديم
وكانت الحدائق جزءا مهما من القصر أو المنزل وملحقاته ، وكذلك البستان المزروع بالزهور، والنباتات ، والأشجار، والذي قد يزود ببركة صغيرة من أجل قضاء وقت الراحة والمتعة ، ومن أمثلتها حديقة قصر الملك أخناتون في تل العمارنة كما حفظت رسوم ملونة من مقبرة نب أمون ترجع لعصر الملك تحتمس الثالث الأسرة الثامنة عشرة محفوظة بالمتحف البريطاني حديقة بديعة مليئة بالأسماك ، و النباتات المائية كما توصل الأثريون إلى وجود حدائق ملحقة بالمعابد كمعبد الملك منتوحتب - نب - حبت - رع ، أو ملحقة بالقصور كقصور ماري ورأس شمرا و بابل ...و غيرها، وقد اشتملت بعض النصوص في الشرق الأدنى القديم ما يفيد الانشراح الذي ينتج عن قضاء وقت هادي في تلك الحدائق ومنذ عصور قديمة ظهرت ظاهرة امتلاك الحيوانات و جلبها من الأراضي البعيدة رغم التكاليف الباهظة من أجل الإمساك بها وجلبها ، ويغلب على الظن أن محاولات استئناس الحيوان قد بدأت منذ عشرة آلاف عام ق.م.، ومع فكرة جمع الحيوانات الوفيرة إلا في الحضارات المترفة في الشرق الأدنى القديم حوالي۳۰۰۰ ق.م. ، كما أن اصطلاح حدائق الحيوان كما هو معروف الآن لم يكن قائما في تلك الحضارات القديمة في هذه الفترة الزمنية
إقرأ أيضًا/الملك العادل النجاشي
ولم يكن الصيد في حد ذاته ذو أهمية بالغة في العالم القديم فقط ، بل كان يتحكم في البيئة مؤكدا على نجاح الصياد و أمان المجتمع بعد قيامه بصيد الحيوان المفترس ذلك لم ويمكن القول: إن الصيد كان أول ما احترفه الإنسان القديم ، وقد اختلفت الطبيعة في مصر القديمة وبلاد النهرين في عصورهما القديمة عن يومنا هذا مما أسفر عن وجود تنوع لفصائل مختلفة من الحيوانات التي لا تعيش فيهما اليوم .
وقد استمرت عادة الاحتفاظ بالحيوانات في المنازل الحيوانات الأليفة ، والأسماك في برك وبحيرات صغيرة ، والطيور في أقفاص ، وكذلك من العادات المنتشرة في كل من حضارتي مصر القديمة وبلاد النهرين استخدام الصقور والأسود في رحلات الصيد والحروب.
إقرأ أيضًا/القضاء في المجتمع المصري القديم