" أنا أفتح فمك لكي تتكلم .. وأفتح عينيك لكي تري «رع» .. وأفتح وأذنيك لكي تسمع تبجيلك لكي تمشي علي رجليك .. وأفتح ذراعيك لكي تدفع عنك الأعداء " ...
إنها أشبه بالتعويذة .. كلمات يرددها الكاهن علي تمثال الشخص المتوفي ..
*طقسة فتح الفم : هي إحدي الطقوس الجنائزية الهامة التي كانت تؤدي علي تماثيل المعبودات والملوك والافراد أو علي المومياوات الآدمية والحيوانية مثل السمكة التي يتم تقديسها - والعجل أبيس في منطقة ( دير المدينة ) ..
كان الإحتفال بعملية فتح الفم وفتح العينين والاذنين يقام علي تمثال المتوفي فى «البيت الذهبي» (حتب نب) أي في مصنع المثالين .. وغالباً ما كان يقوم بهذه العملية من الآلهة في بادئ الأمر الإله «خنوم» الذي اتخذ لقب «سيد البيت الذهبي» أو الإله «بتاح» الإله (الخالق) .. ثم قام الكهنة بهذا الإحتفال بعد ذلك وكان يرأسهم الكاهن المعروف ب«سم» وهو يرتدي جلد الفهد المميز له ..
يقوم الكاهن بتطهير التمثال ، ثم يضعه علي قاعدة من الرمل موجهاً وجهه نحو الجنوب ، ثم يقوم بطقوس فتح الفم والعينين والاذنين . وذلك بأن يلمس وجه الميت بالآلات المختلفة أشهرها الفأسان الصغيران المعروفان بإسم «نوتي» ..
ثم يردد كلمات التعويذة السابقة ¶
ويتبع ذلك بعض الطقوس التي يقصدون من ورائها أن يستعيد الميت قدرته علي تسلم الطعام ، الذي يقدم له يومياً في العالم الآخر ، ثم يقوم الكاهن بتبخير التمثال ثانية ، ثم ينتهي الإحتفال ..
*من الأدوات التي كانت تستخدم في الطقسة !!
- قدم الثور الأمامية Hps التي تؤخذ منه بعد زبحه وذلك لمنح المتوفي القوة والحيوية ، ويتم لمس فم المتوفي بقدم الثور ، وتتمثل المرحلة الأخيرة في إعداد الوليمة للمتوفي ..
- وقد كانت السكين المسماة (PSs -kf) تستخدم في الحقيقة في قطع الحبل السري للطفل ..
- استخدمت الشفرات المسماة (nTrwi) أو المسماة (SbAwi) لطهارة الفم بصفة رمزية وقد وردت في الإشارة إليها في نصوص الأهرام ..
- أداة تأخذ شكل الازميل هي (mDt-ft)
- أداة تأخذ شكل الاصبع الصغير لليد وقد ورد ذكرها في نصوص الأهرام هي (wr-hAsw)
- أداة ريش النعام وقد ورد ذكرها في الفقرة 32 من نصوص الأهرام وهي ربما استخدمت لفتح العينين وهي (mn-sAsw)
- كما استخدمت بعض الأواني وبعض الأدوات الأخري ..
كانت تلك الادوات توضع فيما يشبه صينية وبها أماكن لوضع الادوات وقد بلغت أعدادها ما بين 8 أو 9 إلي 15 .
يري العالم الأثري (هلك) أن هذه الطقوس ظهرت في العصر العتيق ( الأسرتين الأولي والثانية) واستمرت في الدولة القديمة .. وضعت تفاصيلها باللفظ والصورة في مقابر الدولة الحديثة .. ومن الطريف أن هذا الاحتفال أقيم في العصور المتأخرة علي تماثيل الاوشابتي وتماثيل الجعارين ، بل علي تماثيل بعض الحيوانات المقدسة ، ويحتفظ متحف اللوڤر ببردية ترجع للقرن الثاني الميلادي ، وتعتبر آخر ما سجل من طقوس هذا الاحتفال ..يرجع الاستخدام الاكيد للطقسة إلي عصر الأسرة الرابعة حيث صور علي جدران معبد الوادي للملك (سنفرو) بدهشور ومقبرة (متن) وترجع إلي أواخر الأسرة الثالثة .
من أفضل النقوش للطقسة وجدت في مقابر الأسرتين 19-20 وذلك فيما يخص مقابر الأفراد.
وعلي مقبرة الوزير «رخميرع» رقم 100 بطيبة حيث مثلت 75 شعيرة من شعائر طقسة فتح الفم .