الصحابي الذي طلب القصاص من الرسول صلى الله عليه وسلم..
هو سَوَاد بن غَزِيَّة الأنصاري من بني عدي بن النجار، وقيل: هو حليف لهم من بني بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
وقد شهد غزوة بدر والمشاهد بعدها، وفي غزوة بدر أيضا قد أسر خالد بن هشام المخزومي .
وقد بعث رسول الله سواد بن غزية أخا بني عدي من الأنصار وأمَّره على خيبر، فقدم عليه بتمر جنيب يعني الطيب، فقال رسول الله: "أكل تمر خيبر هكذا؟" قال: لا والله يا رسول الله، إنا نشتري الصاع بالصاعين والصاعين بثلاثة آصعٍ من الجمع، فقال رسول الله: "لا تفعل، ولكن بع هذا واشتر بثمنه من هذا، وكذلك الميزان.
إقرأ أيضًا/صلاة الفجر
وفي غزوة بدر الكبرى ظهر حب سَوَاد بن غَزِيّة وشدة تعلقه بالرسول صلى الله عليه وسلم وكان يتمنى أن يكون آخر عهده من الدنيا هو أن يعانق جسد حبيبه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر يوم بدر ليراهم ويتفقدهم، وقد عدل رسول الله صفوف أصحابه يوم بدر، وتجوّل المختار بين صفوفهم وفي يده "قدح" قضيب من سواك يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار وهو متقدما قليلًا عن الصف وقد غيّر الصف القويم خروجه، فطعن رسول الله في بطنه بالقدح للخلف ليساوي الصف وقال: "استوِ يا سوادُ بن غزية". وقد وجدها الصحابي الجليل فرصة ليتكلم مع الرسول صلى الله عليه فقال: يا رسول الله، أوجعتني وقد بعثك الله بالحق، فأقدني. قال: فكشف رسول الله عن بطنه، ثم قال: "استقد". اقتص يا سَوَاد قال: فاعتنقه وقبَّل بطنه الشريفة ،فتعجب سيد الورى من فعلته تلك، وفقال: "ما حملك على هذا يا سواد؟" فقال: يا رسول الله، حضر ما ترى فلم آمن القتل، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمسَّ جلدي جلدك. فدعا له رسول الله بخير، وقال له خيرًا.
فلم يولم سيدنا سَوَاد بن غَزِيّة عود السواك، ولكّنه أراد أن يروي ظمأ فؤاده بدفيء حبيبه الرسول صلى الله عليه وسلم في لهفه وتشوق فعانق بطنه الشريفه.
وهؤلاء هم صحابة رسول الله، كانوا يحبون النبي أكثر من أنفسهم، حبًا جمًا ويفدونه بأرواحهم ويقدمون أنفسهم رخيصة فداء له، ولا يبغون من الدنيا شيئًا إلا مرافقته، وكانوا لا يطيقون على الرسول صلى الله عليه أن يمسه شيئا
إقرأ أيضًا/سلسلة عقيدتي الدرس الثاني
.
.
أروي لكم عن قصةٍ للمصطفى
إذ قام يوما في الجهاد منظماً
رصّ الصفوف كما الصلاةُ تصفُّهم
فـكـأنهـم بنـيان سـدٍّ أُحـكـما
وتجوّل المختار بين صفوفهم
فإذا بـشخـصٍ بـينـهـم مُتقدما
قد غيَّر الصفَ القويمَ خروجُه
نظـر الرسـولُ إليه ثـمّ تبسما
وبعود غصن للصفوف أعاده
وٱعـاد للـصـف القويـم تقوُّما
قال الفتى في رقةٍ وتمسكنٍ
يشكـو إلى المختار منه تألّـما
آلمتني بالعُود يا خيرَ الورى
فاستغرب الجمعُ الغفيرُ وهمهما
ما ظنُّكم ماذا يكون جوابُه ؟!
هـذا رسـولٌ حاز خُلقا عـُظِّمـا
فتأمـلوا في قـائـدٍ ومجـندٍ
قد أزهـر الٳسـلام حباً فيهـما
هذا محمدُ كاشفاً عن بطنه
تفديـه روحي مُرسلا ومـُعلِّماً
يعطيه ذاك العودَ دون ترددٍ
ويقول خذ مني القصاص مسلِّماً
وإذا به في لهفة وتشوق
وكأنه يروي الـفؤاد من الظـّما
يجثو سوادٌ كي يضمَّ حبيبه
لم يستطع من شوقه أن يُحجما
ويعانق البطنَ الشريفَ بوجهه
متبـركا متمرغا كي يغنما
يا سعده قد نال حظاً وافراً
أصغوا إلى ما قال حين تكلما
يا سيدي إني خرجت مجاهدا
وعدونا جيش يسـير عرمـرما
لا علم لي إن كنت أمسي بينكم
حـيّـا لعلـّي أو قـتيلا ربمـا
فإذا قُتلتُ فلستُ أدري مَوئِلي
في جنّةٍ أم في سعيرٍ أُضرِما
لكنّ جلدي مسّ جلدك علّني
أمضي وجلدي عن جهنّم حُرّما
صلّى عليك اللهُ يا خير الورى
قد صار حبّك في شراييني دما
صلّى عليك الله يا خير الورى
قد صـار حبك في شراييني دما
إقرأ أيضًا/ما يعين على الصبر على الشدائد
