المقبرة الاكبر في جبانة الدولة الحديثة ، لم يكن موقعها معروف حتى القرن ال١٩ والذي عثر على موقعها هما لصوص المقابر وتُجار التُحف وبسببهم تم بيع التحف والآثار التي وجدوها للمتاحف بالخارج ، فلم يكتفوا بسرقة التماثيل والقطع الثمينة فقط ، فقد قاموا بتفكيك احجار المقبرة وتم توزيعها على متاخف (برلين ، اللوفر ، برلين ، المتحف المصري) وكان على تلك الأحجار نقوش توضح تفاصيل بطولات "حور محب" العسكرية وتفاصيل حياته ، فقد اندثر مكان تلك المقبرة بعد ذلك ، ولكن لحسن الحظ تم العثور عليها مرة ثانية .
من هو حور محب :-
في البداية كان أحد كبار القادة العسكريين في عهد الملك اخناتون والملك "توت عنخ آمون" ، اسمه الكامل "حور محب ميري آمون" والذي يعني (حور في عيد محبوب آمون) ، لُقب بألقاب كثيرة تدل على مكانته ومستواه الرفيع في الدولة ك(نائب الملك في أرض بأكملها) ، تولى حكم مصر بعد الملك "توت عنخ آمون" في (١٣٢٣ - ١٢٩٥)ق.م ، فهو يُعتبر اخر ملوك الأسرة ال ١٨.
فقد بنى لنفسه مقبرة قبل صعودة الحكم في سقارة ، والتي تقع إلى الجنوب من الطريق الصاعد للمجموعة الهرمية للملك "أوناس" .
تصميم المقبرة :-
فقد صُممت لتكون معبد جنائزي ، فهو طراز معابد الدولة المعاصرة لها وهو شيد مقبرته تقليداً لهذا التصميم .
تبدأ بالصرح والذي يبلغ ارتفاعه ٧ متر ثم فناءين مفتوحين ، يلي الفناءين الحجرات الداخلية ؛ الذي كان يتم بها تقديم القرابين ل"حور محب" ، نأتي للحجرة الوسطى والتي كانت تتميز بأنها كان يعلوها هُريم صغير ؛ رمز شمسي يرمز للبعث وإعادة الولادة .
نأتي لأهم الحجرات وهي حجرة الدفن ، وكما عاهدنا في مقابر المصريين القدماء وبخاصة ملوك الأسرة ال١٨ انه كان يتم الوصول اليها من خلال بئر عميق ، وكذلك في تلك المقبرة فكان يتم الوصول لحجرة الدفن الواقعة تحت الأرض من خلال بئر عمودي مقطوع في أرضية الفناء الداخلي .
تزين المقبرة
المقبرة تحتوي على نقوش تُصور "حورمحب" وهو يقوم بنشاطاته ، فيظهر مجموعة من ممثلي الحكام وهم يتوسلون للملك "توت عنخ آمون" في حين يظهر "حور محب" بدور الوسيط ، وتوجد مناظر تدل على ذلك ؛ حيث يظهر متبوعًا بصفوف من الأسرى الأجانب وهو يتقلد مكافأته من الملك "توت عنخ آمون" وكانت المكافأة ذهب الشجاعة ، وهي مكافأة تُعطى للمسؤولين مقابل خدماتهم الاستثنائية ، زُينت بمناظر جنائزية كباقي مقابر تلك الاسرة .
تم الكشف في مقبرته بجبانة منف عن بقايا عظام لجنين وهيكل عظمي لأنثى يُعتقد انه ل "موت نجمت" زوجة "حورمحب"
تم دفنه " في وادي الملوك لمكانته الملكية
تم العثور علي تلك المقبرة مرة أخرى في ١٩٧٥