12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

حصن الثقافة وراعي الكلمة وحارس المركزية.

2021/01/11 08:06 AM | المشاهدات: 547


حصن الثقافة وراعي الكلمة وحارس المركزية.
أمل سعد البنا

كان الكاتب في مصر القديمة من الشخصيات التي تتمتع بمكانة وأهمية خاصة في المجتمع بشكل عام، وأجهزة القصر الحاكم بوجه خاص، فهو يؤدى وظائف دينية وإدارية جعلته يحظى بأعلى مراتب التشريف والتكريم نظرًا للمهارة التي يتمتع بها مقارنة بغيره من أرباب الحرف والمهن التي كانت منتشرة، هذه المهارة كان لها مدارس خاصة يتعلم فيها الكاتب ويتدرج في مراحل التعليم المختلفة.

كان الكاتب أيضاً يمنح منصبا راقيا، باعتباره قريب الصلة بالملك، وهناك تماثيل مشهورة للكتاب الجالسين، وقد وضعت لفافة من أوراق البردى على ركبتهم وهى أفضل تعبير يعكس مكانة الكاتب الاجتماعية وعلو شأنه في المجتمع، وكان في المقابل، يجرى تنظيم «تراتبية» هياراركية من المديرين والتى كان يوجد في أعلاها الوزير على يمين الملك، ويبدو أن الترقى كان يجرى بسهولة في هذه المهنة.

 

إقرأ أيضاً/معبد تخليد الذكرى للملك سيتى الأول

 

 

أيضاً أشارت الدراسة أن الكاتب كان أكثر من كونه محاسبا أو أمين سر أكثر من كونه مفكرا، ولكن عندما يترك سلم الهيكل الوظيفى أو عندما تمتزج أعمالهم بأعمال الكهنة، فإن هذا المزيج هو نموذج للعلم والمعرفة، قائلة إن هناك أسماء لبعض الكتاب التي ظلت في الذاكرة التاريخية باعتبارهم محتكرين للعلم.

 

إقرأ أيضاً/سياسة مصر الخارجية فى عهد الأسرتين الأولى والثانية مع جزر بحر إيجه

 

 

فالكاتب الذي كان يهيمن على الكتابة، كان يتولى مهمة التأليف، مشيرة إلى أنه كان يتم تكليف النساخين بإعادة إنتاج النصوص المقدسة، في مدارس المعابد المرموقة المعروفة باسم «بيوت الحياة»، والتى كانت بمثابة مراكز بحث حقيقية في الشؤون الدينية والعلمية، والتى كان الخبراء يستعينون بأعمالها.

لقب الكاتب في اللغة المصرية القديمة هو «سيش» والتى تترجم في واقع الأمر إلى الفعل «يرسم»، ولكنه في الحقيقة كان ناقلا أمينا دقيقا دوّن حضارة كاملة، لولاه ما كان أحد توصل إلى فض مغاليقها وحل ألغازها. في حين أن كاتب البلاط الملكي هو من يتمتع بالمكانة الأرقى بين جميع الكتاب الذين كانوا يتمتعون بمستوى رفيع من الرفاهية الاجتماعية، فقد كان ينظر إليهم على أنهم علماء العصر والأوصياء على العلم وناقلو الثقافة والفنون.

 

إقرأ أيضاً/الأشرف قايتباى وقلعته