في مدينة هارلم الهولندية توجد كنيسة Grot kerk وهي كنيسة بروستانتية إصلاحية وكاتدرائية كاثوليكية تقع في ساحة السوق المركزية، يوجد في تلك الكتدرائية جرسين كبار في كل يوم من مئات السنين يدقوا في الساعة الـ9 صباحًا لمدة نصف ساعة وبشكل يومي كإشارة لغلق أبواب المدينة وانتصارهم في الغزو في أسطورة Damiaatjes.
تقول الأسطورة أن في أوائل القرن ال13 كانت هناك مدينة مستعصية على الغزو لسبب معقد للغاية، وهو أن مداخل تلك المدينة كانت مغلقة بسلسلة ضخمة مابين الشطين وتمنع دخول أي سفينة إلى المدينة، فقام الفرسان الهارلمين بالعمل على سفينة عظيمة أطلقوا عليها هارلم، مقدمة تلك السفينة كانت عبارة عن منشار ضخم على طول عارضة السفينة الأمامية ثم بدأو الهجوم
وعلى حسب ما ذُكر في الأسطورة أن تلك السفينة العظيمة استطاعت أن تنشر تلك السلسلة وتفتح ممر طويل داخل المياه لمرور باقي السفن واحتلال المدينة وهزيمة الأعداء في أكبر انتصار على العدو وقتها، الأمر الذي انتشر بشكل واسع في هولندا وأصبح مصدر فخر إلى الآن وبيتم دق الأجراس كل يوم لذلك السبب.
المدينة التي يَدُق من أجلها الجرس كل يوم هي مدينة دمياط المصرية، والقصة هي أسطورة متعلقة بحصار دمياط خلال الحملة الصليبية الخامسة عام 1218 ميلاديًا، خلال حكم الملك الأيوبي الكامل بن محمد العادل.
لم يستطيع الصليبين دخول المدينة فقاموا بِحصارها لمدة سنة ونصف وعرّضوها لمجاعة شديدة، وحاول الملك الكامل عرض الصلح على الصليبين ولكن رفض اورونيوس الثالث، وفي شهر نوفمبر عام1219، استطاعوا اقتحام المدينة ونهبها وقتل كل من فيها، لدرجة أنهم عند الخروج منها كانت مهجورة تمامًا وتشبه مدن الأشباح
ذلك الدخول كان انتصارًا تاريخيًا للصليبين على المدينة المصرية المستعصية، وبعد عامين قرر الصليبين مهاجمة المنصورة، فقام الملك الكامل بعرض الهدنة عليهم، لكنهم اشترطوا التخلي عن مدينة القدس وعسقلان وطبرية وجميع المدن التي حررها صلاح الدين الأيوبي من أراضي الساحل في فلسطين ولبنان وبما فيهم ميناء جبلة واللاذقية في سوريا وتسليم قلعتين الكرك والشوبك ومبلغ 300 ألف دينار، لكن تم رفض العرض، فتحدث المعجزة وتتعاطف الطبيعة والأرض مع أهلها ويحدث فيضان النيل ويحدث بينهم وبين المدينة حاجز، فقام الملك الكامل باستغلال الفرصة وأرسل إلى جيشه في دمشق ليغلق عليهم طريق الرجوع، وقام بمحاصراتهم بأعداد كبيرة في منطقة المنزلة، وبسبب ذلك الحصار عرض الصليبين الصلح، ووافق الملك الكامل على الصلح وانعقد يوم 30 أغسطس عام 1221، وانسحب الصليبين مهزومين دون أي شروط وتنتهي الحملة الصليبية الخامسة.
ويزال الجرسين يدقوا إلى الآن احتفالًا بالنصر على مدينة دمياط.
تم تخليد تلك الأسطورة في أعمال فنية كثيرة منها الزجاج الملون لكنيسة بلومندال للفنان بيتر هولتشاين الأول، ولوحة السلسلة للفنان فان ويريجن والتي توجد في متحف فرانس هالس.
اقرأ أيضًا :المقاطعة سلاح الشعوب
اقرأ أيضًا : الشاي و الاستقلال
اقرأ أيضًا : سقوط غرناطة و علاقته بمحاكم التفتيش