كانت والدة الإمام الشافعي – رحمهما الله - من قبيلة الأسد، وهي قبيلة عربية أصلية ولكنها ليست قرشية، وكانت تقية وفقيهة وعالمة ذكية تعرف للعلم قدره، مما جعلها تشجع ابنها على التعلم والاستزادة من العلم رغم العوائق التي كانت تقع في طريقه لإكمال تعليمه، وفقا لما جاء في كتاب (علماء رغم التحدي) للدكتور جاسم المطوع، وكذلك رسالة علمية مقدمة في جامعة أم القرى بعنوان (منهج الإمام الشافعي في تفسير آيات الأحكام) لمحب الدين.
إقرأ أيضًا/الألقاب الملكية الخمسة
توفى والد الإمام الشافعي بعد ولادته بعامين فقط، وأصبح يتيما يعيش في مع والدته ورعايتها، "فقررت أمه حينها العودة بابنها إلى مكة؛ لأنه قرشي حتى لا يضيع نسبه ولأن له سهمامن ذوي القربي، لكن هذا المال الذي كانت تأخذه من سهم ذوي القربى كان قليلا جدا" فعلى الرغم من ذلك لم تكل أمه أو تيأس او تمل من الاهتمام بتعليمه، فدفعت به إلى مكان في مكة لتعليم الصبيان، فتمكن الشافعي هناك من ختم القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، ثم اهتمت بتعليمه أكثر وأكثر، فذهبت به إلى شيوخ المسجد الحرام ووجهته لإتقان القراءة والتلاوة والتفسير،
إقرأ أيضًا/المسنين فى مصر القديمة
لم تقف به عند هذا الحد، فلقد أذنت له والدته بالسفر إلى المدينة لدراسة علم الحديث، وأخذ العلم على يد الإمام مالك، وبالفعل انتقل الإمام الشافعي إلى هناك، ولازم الإمام مالك لمدة 9 سنين، ولم ينقطع عنه إلا لزيارة والدته أو لرحلة علمية.
ذكر الحافظ ابن حجر موقفا لأم الإمام الشافعي قائلا: "إنه من ظريف ما يحكى عن أم الشافعي من الحذق أنها شهدت عند قاضي مكة هي وأخرى مع رجل، فأراد القاضي أن يفرق بين المرأتين، فقالت له أم الشافعي: ليس لك ذلك، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ} (سورة البقرة – أية: 282)، فرجع القاضي لها في ذلك"، وفقا لما جاء في مناقب الإمام الشافعي.
إقرأ أيضًا/عبدالله بن سبأ الجزء الثانى