12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

المأساة الأتيكية

2021/02/11 04:25 PM | المشاهدات: 1034


المأساة الأتيكية
وروف احمد

انتشر في اليونان قديما شكلا ممتيزا من أشكال الرقص كان يتنكر فيه الرجال في زي الحيوانات، حيث يشبهون أنفسهم بإله من الآلهة، و قد بقي انواع كثيرة من الرقص علي الرغم من انقضاء يرتدون جلود الماعز ويقومون علي خدمة أرواح الغابات و البراري، و ديونسوس يعد إله النشوة المفتونة و كان من الطبيعي أن يصبح إلها لكل من أحسوا أن لهم صلة بأسرار الطبيعة و من كانوا يحاولوا أن يتعمقوا في أسرار الطبيعة و فهم رحلة الإنسان في الحياة من المهد حتي اللحد، و كان ذلك في القرن السابع او الثامن ق.م.

 

 

 

 

إقرأ أيضًا/معبد دير المدينة

 

 

 

 

في القرن السادس ق.م تحديدا في النصف الثاني منه، حدث تغييرا علي هذا النوع من الأدب تأثر به شعب أتيكا، فقد بدأ شعب أتيكا يشعر بكيانه، و أدرك أهمية الحاجة إلي أدب يعبر عن الجوهر، و كان هذا التغيير الفكري الذي طرأ علي شعب أتيكا بسبب الحكام المستنيرين في ذلك الوقت، فقد اهتم الحكام في ذلك الوقت بالفنون و الأدب و قدموا الرعاية و الاهتمام اللازم، و قد رحبوا و أفسحوا صدورهم للشعراء المهمين من خارج البلاد، و كان لهؤلاء الشعراء دورا مهما في تطور ذوق الأدب لدي الشعب الأتيكي، و لكن بالتأكيد ينسب الفضل الأكبر إلي هوميروس، و لكن الشعب الأتيكي كان لهم القدرة الخلاقة و المتميزة في التعبير، و قد وجدوا طريقتهم المثلي في التعبير في الرقصات الجماعية التي ارتبطت بطقوس الإله ديونوسوس.

 

 

 

 

إقرأ أيضًا/كافور الإخشيدى

 

 

 

 

قد بدأ تاريخ المأساه الأتيكية بالتحديد في ربيع 545 ق.م حيث ظهر الشاعر ثسبس مع أفراد فرقته التي كانت تدعي بال" تراجودوي" أي مغنيو الماعز، و قد تم تقديم دراما بدائية في المهرجان الذي أقيم احتفالا بالإله ديونوسوس، و لكن أغلب الظن أن المسرحية التي قدمها ثسبس لم تكن كلاما، بل مانت تغني في صورة من الموال الدرامي، و كان التمثيل بسيطا موزعا بين أفراد الجوقة و كان رئيس الجوقة هو فقط من له دورا محددا، و أصبحت المأساه هي الفن الأدبي الأساسي في أثينا في القرن الخامس ق.م، و قد توافق شهرة هذا الأدب مع انهيار الإمبراطورية الاثينية، و لكن هذا النوع من الأدب ظل محتفظا بأصوله الديونوسية، و ظلت المأساة الأتيكية محتفظة بطابعها و تركيبها حتي نهايتها، و مختلفة عن كل أنواع الأدب التي ظهرت بعد ذلك، و يرجع ذلك التماسك إلي ارتباط هذا النوع من الادب بالإله، و غالبا ما كانت المأساة تتناول الموضوعات الكبري مثل الحياة و الموت و خاصةً علاقة الإنسان بالإله، و المأساة عبارة عن موال يحكي عن أحداثا مروعة و إن لم يتم تصوريها، حيث ممثلوها أعرضوا عن تمثيل المشاهد العنيفة أمام الجمهور، و كان الموت أو الكارثة يحكيه رسول و لا يُمثلان علي المسرح، و كانت العقدة في المأساة تؤخذ من الحكايات الشعبية التي يعرفها الناس و يفهموها، و المأساة أساسا كانت نشاطا دينيا، و إن لم يعد مؤلفوها ينتمون إلي هذا الإله أو إلي ذلك الدين و لكنهم استمروا في كتابتها، و يعتبر هذا النوع من الأدب من الوسائل التي عبر بها الناس عن تأملاتهم العميقة و هيأ أفراده لتحقيق الوحدة الروحية فيما بينهم.

 

 

 

 

 

إقرأ أيضًا/حصن بابليون