12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

مسجد الطنبُغا المارداني

2021/01/23 05:57 PM | المشاهدات: 1047


مسجد الطنبُغا المارداني
عبد الكريم موسى

 

كان صاحب المنشأة مملوكاً عند الناصر محمد بن قلاوون ، اتصف بالوسامة وطول القامة وتميز عن أغلب المماليك بعطفه وكرمه وكان محبوباً عند الناصر فلاقى منه معاملة طيبة، إذ عينه حاملا للكأس، ثم رئيسا للطبلخانةالعسكرية، خلال فترة وجيزة وعينه السلطان بعد ذلك أميرا لمائة ومقدم ألف، وزوجه ابنته ، وشرع في إنشاء هذا المسجد سنة 939هـ وعهد إلى ابن السيوفي رئيس مهندسي دولة الناصر محمد إنشائه إنشائه فصممه على غرار المساجد الجامعة والواقع في منطقة الدرب الأحمر حالياً.

 

يتكون المسجد من أربعة أروقة تطل كلها على صحن مكشوف يتوسطه فوارة نقلت من مدرسة السلطان حسن إلى المسجد بمعرفة لجنة حفظ الأثار العرببة وقت ترميم المسجد ، وأما عن إيوان القبلة فهو أكبر الإيوانات زينت جدرانه بالرخام المطعم بالصدف وجملته مجموعة من الكتابات بالخط الكوفي المربع ، ويتوسطه محراب من أججمل محاريب القاهرة زخرفت تجاويفه بمجموعة كبيرة من الفسيفساء الرخامية والصدفية كما زينت طاقيته بالرخام الأسود والأحمر والفيروزي ،وبجواره منبر خشبي تزينه مجموعة من الحشوات المجمعة على هيئة أطباق نجمية ومطعمة بالعاج والصدف .

 

كما يتقدم المحراب قبة كبيرة تقوم على ثمانية أعمدة من الجرانيت الأحمر تيجانها عبارة عن زهرة اللوتس المفتوحة، تعتليها مقرنصات خشبية مطلية بزخارف مذهبة كما انحصر بين أركان القبة نوافذ ملئت بزخارف جصية معشقعة ، ولا ننسى أيضا ذكر دكة المبلغ المصنوعة من الرخام والقائمة على 12 عمود من الرخام .

 

وأما عن المأذنة فوقعت في الضلع الشمالي بجوار المدخل الرئيسي والمكونة من ثلاثة طوابق حفلت أبدانها بزخارف متعددة محفورة في الحجر ، ويحدثنا المقريزي عن مهندس هذا المسجد قائلاً (كان ابن السيوفي كبير مهندسي دولة الناصر محمد ، وهو مهندس المدرسة الأقبغاوية بالأزهر).

 

مات الطنبغا وانتهت أسرة قلاوون ولحقت بهم دولة المماليك وبقي لنا منهم عمائر فاخرة شاهدة على عظمة الفن والفنان المملوكي وهذا حال الدنيا فالأمم تزول ويبقى الإسم والأثر.