12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

خواطر ضبابية

2021/01/22 05:10 PM | المشاهدات: 1172


خواطر ضبابية
وروف احمد

 

في نهاية اليوم اكتشف اني لا امتلك الا هذا الخيال الواسع المبتذل إلي حد الضيق، واسع لدرجة أنني اتخيله أحيانا وحشا سوف يلتهمني...فراغ واسع مظلم إلي حد الهلاك..و ضيق أحيانا أخري لدرجة تشعرني أن الأرض قد ضاقت علي و لم يعد لي مكانا في هذا العالم. 

اكتشف اني كنت وحيدة لدرجة مخيفة..كل ما تأملته و شاهدته و شعرت به كان فقط من خيالي..كل من حدثتهم كانوا تلك الأصوات التي لا تكف عن التشاجر في عقلي و ربما لم يكونوا كذلك..

و أني كنت طوال اليوم جالسة في مكاني..ربما أكلت وجبة أو اعددت كوبا من القهوة و ربما لا أيضا...

لقد كنت طوال اليوم في مكاني لم اتحرك..علي سريري لم ابذل أي جهدا..فما هذا الكم الهائل من الإرهاق؟ من أين لي به؟

ينتهي اليوم أخيرا..أضع رأسي علي الوسادة اتساءل هل كل هذا يا تري كان من وحي خيالي ام هو كان حقيقيا و لم يعد لدي قدرة علي التمييز بين الحقيقة و الخيال؟ لماذا أشعر بهذا الكم من التعب و أنني مررت بكثير من الأحداث طيلة اليوم؟ لماذا في نفس الوقت اشعر بهذا الملل الذي يجعلني علي وشك تهشيم رأسي لقليل من التغيير؟

يمر اليوم ...الكثير من الأحداث..الكثير من التعب..الكثير جدا من المشاعر المتضاربة..الأكثر من الملل....الفراغ الهائل الذي يكاد أن يلتهم قلبي.

عقلي متعب من كثرة الأحداث و تخطيها...قلبي يكاد يتوقف عن نبضه من تضاخم الفراغ حولي ...كل شيء و نقيضه يوجد هنا..هنا فقط تحت سقف غرفتي ...بجوار سريري..فوق مكتبي..داخل عقلي..

كيف تكون متعبا جدا و في الوقت حينه لا تشعر بأي شيء؟ اتساءل في كل يوم لماذا يحاول عقلي و جسمي العبث بي؟ 

اكتب هذه الخاطرة مثل كل ليلة و اغمض عيني ...عقلي لن ينام الآن أو لن ينام أبدا و لكنني بطريقة ما سوف أغفو و استيقظ في اليوم التالي اكرر كل هذا حتي ينتهي اليوم و يأتي الليل اللعين و اكتب خاطرتي الجديدة حتي اغفو مجددا.