12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

نون النسوة

2020/12/24 05:12 PM | المشاهدات: 647


نون النسوة
شيماء عصام

المرأة نِصف المُجتمع، صانعة الرجال، الشريك الذي لا يُمكن تجاهلهُ أو التخلي عن دورهُ في هذه الحياة.

وعلى أعتاق المرأة تُلقى أحمال ثِقال تنهض بها وتتحملها و تسير في رَكب الحيَاة راضِية بِمَا قُسم لهَّا مِن خِير وآملة في غدٍ أفضل ومُستقبل يُمحى معهُ آلام الماضي.

 

إقرأ أيضًا/دى عينيك شبابيك

 

 فنرى نِساء كَثيرات تجلدت وتحملت مِنْ الحياة قسوتهَا وتغفر لهَّا سُطور الماضي السوداء وصفحاتهِ الحزينة لترى السعَادة في نجاح أبنائها وتسمعْ عنْ نِساء أقوى مِنْ الجبال قاومن تيارات الحياة الجارفة وهِي تحمل أبناءها لتعبُر بِهم إلى شَط النجاة فَتُسجل بحروف مُضيئة قصص أولها بُكاء وآخرها إشراق واستبشَار.

 

إقرأ أيضًا/فلنحتكم للتاريخ

 

امرأه أُخرى نجحت في عملِها وتفوقت على الرجُل فأصبحتْ علماً من أعلام تُرفرف خفاقة وهي تتحدث باسم مِصر في الأوساط العِلمية أو الأدبِية لتُذهل الجميع وتنحني لِعلمها الأعناق ويتبارى لِمعرفتها العُظماء ومع كُل هذا نرى أن الحديث عن المرأة ما زال في بعض المُجتمعات يكُون مُجحف لها مُنقص لحقِها، حيثُ ينظُر للمرأة على أنها مُجرد تابع للرجل مُنوط بها خدمتهُ ورعايتهُ ودورِها يُناسب الدور الثانوي الذي لا يعجز الرجُل القيام بهِ بِجانب دورهِ الأساسي، مازالت المرأة صاحِبة الرأى الغير مسمُوع، الغير موثوق بهِ، المتهاوى بين آراء الرجال، المُثير للسُخرية إذا نطقت بهِ.

 

إقرأ أيضًا/إعمل لايك وما تنساش الشير

 

 بل نجِدها في المُجتمعات العربية منزُوعة الحُقوق فيُستنكر حَقها في المِيراث هل يجب عليها أن تقبل ما تُمنح دون نِقاش أو جِدال وإلا يُعاب عليها إنْ تجرأت كلماتُها ونطقت بِما قسمهُ اللَّه لها مازلنا نرى النظرة لها أنها مُجرد وعاء تحمل وتلد وأن الابن لأبيهِ فقط، الذي رُبما لا تربطهُ بهذا الابن غير لحظات تاركاً لها سَهر الليالي وقلق اللحظات وعناء السنون وهو يُحملها ولا يعترِف، فهو يستنكر أن تكُون صاحبة الفضل عليه امرأة.

 

إقرأ أيضًا/فقدناهم وسنذكرهم

 

 تعلم أنها تعمل في الظِل وترضى سريعة التضحية مِن أجل إسعاد من تُحب ابتسامتها مِن ابتسامتهم، وكرامتها في إعلاء شأنهم، مشاعِرها فياضة، إرضاؤها مُيسر بِكلماتٍ قليلة تشعُر وكأنها ملِكة مُتوجة تعتلي عرش النساء، وكانت آخر وصايا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام بالنِساء حيثُ قال

"رفقاً بالقوارير". 

 

إقرأ أيضًا/دستور يا سيادنا

 

فماذا يحدُث للمجتمع إذا رفق بالمرأة أعطاها نصيبها الذي ارتضاه الله لها اعتبره حداً مِن حُدوده أحسن مُعاملتها ورعايتها،

أشركها الرأي والمشورة، رفعها بجانبه فكرامة إحداهما لا تعني إذلالاً للآخر، اعترف بعقلها الواعي وذكائها الذي يُضاهي ذكاء الرجل.

 

إقرأ أيضًا/قف للمعلم

 

 فلنأخذ قُدواتنا من أعلام الإسلام فهذا عُمر بن الخطاب يعترف بتفوق امرأة عليه في الحديث فيقول أخطأ عُمر وأصابت امرأة حيثُ استمع لها وقبل برأيها ولم يخجل أنْ يعترف بصواب رأيها وقوة حُجتها فلنتقبل وجُودهن ونعترف بأدوارهنْ بل ونكرمهُنْ فاحترام المرأة وتقدير مكانتها أمر إلهي وواجب ديني وفريضة وطنية وهو مع ذلك

 (لا يُنقص مِن حقوق الرجل شيئاً).