12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

إملئ قلبك بالرحمه

2020/12/18 06:19 PM | المشاهدات: 512


إملئ قلبك بالرحمه
اسراء أشرف الطنطاوي

 

ترى الصغير يدمع لرؤية قط مات جوعا، وترى الكبير يتعاطف مع فقير، وترى النساء دموعهم فى تساقط من أثر مشهد أو غلبت عواطفهم، وترى الشعوب وبعضها وقليلها شعوب خير داعمين لأخوة، وترى بين البشرية تعاطفا محبةً وتراحما، وكل هذا أثر بذرة وقعت في القلوب عمدا فنبتت وأحيت روح التراحم كل ماترى، وكل تلك الرحمة هي واحد من مئة! نعم إنه أرحم الراحمين، الرحمن الرحيم، أعطى لعباده، وبين عباده في تلك الدنيا رحمة واحدة من مئة، بقي تسعه وتسعون، أجَّلَها لعباده في الآخرة، دقق لاحظ وتمعن، يقول اللهﷻ فى كتابه الكريم: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾.

 

إقرأ أيضاالحياة الزوجية

 

تنبية: إلى وقتنا هذا يدُبر الله الكون لأجل الإنسان، حيث تتجلى مظاهر رحمته عزّ وجل بعباده في تثبيت السماوات ومنعها من الوقوع على الأرض، وقال اللهﷻ: ﴿وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾.

 

اقرأ أيضاأرض المحشر

 

شرح التعريف: 

أهوال الآخرة وعظمة أحداثها وشدة حسابها وعقابها وبها من الله تسعة وتسعون رحمة، وتلك الدنيا وما فيها من تيسير وتوفيق ومحبة بين الناس ماهي إلا رحمة واحدة سبحانك ما أرحمك ما أعظمك، قالﷻ: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

كنت مذنب ! 

كنت فقير ! 

تعسر اختبارك ! 

تتمنى وظيفة ! 

تتمنى الذرية !

صاحب مرض !

يئست ولم يحقق حلمك ! 

تطمح لنجاح ! 

تذكر أن الله على كل شيء قدير، كلما دعتك نفسك لإبعاد الأمل اهرع واسجد ونادي وقل «يارحمن» قلها بصدق فالله يصدقك إن صدقت والله وبالله لم ولن تجد غير الله معينا ولا رحمانا ولا رحيما بحالك.

 

اقرأ أيضاكيف أصلح حياتي

 

همسه تُريح قلبك وبدنك:

قلبي برحمتك اللهم ذو أنس فى السر والجهر والإصباح والغلس، ما تقلبت من نومي وفي سنتي إلا وذكرك بين النفس والنفس، لقد مننت على قلبي بمعرفة أنك الله لا إله غيرك صاحب العدل والرحمة، وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها، ولم تكن فاضحي فيها بل مازلت تكرمني بسترك العظيم، فمُن علي بذكر الصالحين، وكن معي طول دنياي وآخرتي، ويوم حشري بما أنزلت.

 

 فى نهاية مقالي أريد أن أذكرك بقصة توعظك توضح لك رحمة الله، كلا ولكني سأذكرك بمصحفك بآيات ربك افتحها وقل ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾، وأبحر فى قصص القرآن فهي أعظم من قصص الدنيا ومُختتمات آياته التي لاتخلو أغلبها من ذكر صفة وإسم ﴿الرحمن الرحيم﴾، وتنفس بقول ﴿والله على كل شيء قدير﴾، وأحيي روحك بقول ﴿وإياك نستعين﴾، ‏وإن أتتك جيوشُ الهم غازيةً فبالصلاة على المختارِ ﷺ تنهزمُ.

 

الكلمات المفتاحية