12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الطعام وأدوات المطبخ عند المصريين القدماء.

2020/12/10 09:11 PM | المشاهدات: 1728


الطعام وأدوات المطبخ عند المصريين القدماء.
مريم اشرف عبدالمنعم

يعتبر الطعام فى مصر القديمة من أهم الأشياء التى كان المصريون القدماء يحرصون على وجودها فى حياتهم او مقابرهم... 

حيث كان المصريون القدماء يقدمون القرابين عند زيارة موتاهم فى المقاصير العلوية للمقابر، وهناك قرابين مصورة على الجدران، وايضاً يوجد قرابين فعلية فى حجرة الدفن كان من المعتقد أن المتوفى سوف يستعملها عند بعثه للحياة مرة أخرى فى العالم الآخر كما كان يعتقد المصريون القدماء فى البعث والخلود. وهى نفس العادات التى يقوم بها المصريون حاليا حين يزورون موتاهم ويقدمون الأطعمة المختلفة مثل الكحك والفطائر والبلح وغيره فى العديد من المناسبات رحمةً على أرواح موتاهم.

 وتم توثيق ذلك على جدران المقابر حيث نرى النقوش القرابين المقدمة عند زيارة موتاهم.

حرص المصري القديم على عدم الإفراط أو اشتهاء الطعام حفاظا على الصحة، كما تعمّد إظهار رشاقة قوام الجنسين في نقوشه ومنحوتاته الفنية.

 

إقرأ أيضاً :معبد زيوس بقورينى

 

لم يكن المصري القديم يستخدم الطعام فقط لإشباع حالة الجوع، بل كان يستعين ببعض الأطعمه مثل الخضروات كالبصل ونباتات عطرية ونباتات اخري كالصبار في وصفات طبيه للتغلب علي الأمراض، ولقد علمنا ذلك من بردية إيبرس، نسبةً الي مكتشفها العالم الألماني إيبرس والتي تعود الي العام 1550 في عهد الملك أمنحوتب الأول الأسرة 18.

 

يمكننا تقسيم الطعام في مصر القديمة الي قسمين : طعام الدنيا وطعام الآخرة... 

وقد تساعد محاولة تقسيم طبقات المجتمع في مصر القديمة في تقسيم ومعرفة العادات الغذائية التي تميزت بها كل طبقة من طبقات المجتمع... 

كان طعام طبقة البسطاء من الشعب، كالفلاحين، وهم الطبقة الكادحة في أرض البلاد والأكثر فقرا، يعتمد على وجود الخبز والجعة وبعض الأطعمة البسيطة من الخضر، أما عن تناول لحوم الحيوانات فكان هؤلاء الفلاحون يؤثْرون الحقل ورعاية تلك الحيوانات، التي تساعدهم في أعمالهم الزراعية، على الاستمتاع بتناول لحومها، لذا عمدوا إلى ما يعرف بترشيد الاستهلاك لصالح مصدر رزقهم.

أما الطبقة الوسطى، التي تمثل العُمال والحرفيين، فكانت أوفر حظا مقارنة بالفلاحين إلى حد ما، حيث اعتمدت أعمالهم على ما يعرف بنظام توزيع المؤن اليومية، التي تنوعت فيها الأطعمة بين لحوم وأسماك إلى جانب الخضروات ، ويشير إلى ذلك ما كشفت عنه أعمال التنقيب في مقابر عمال بناة الأهرام، حيث عثرت على بقايا أطعمة، من بينها هياكل أسماك كانت توزع على العمال أثناء أداء مهام عملهم.

 وعن الطبقة العليا وهي طبقة النبلاء(الأثرياء) ، تنوعت أصناف الطعام بين اللحوم والأسماك والطيور والخضراوات والفاكهة ، وكذا الخبز والفطائر والمشروبات وعلى رأسها النبيذ، كما يتضح من نقوش مقابر نبلاء الدولة على مر العصور، وأبرزها نقش في مقبرة الوزير بتاح حتب، في عهد الملك جد-كا-رع في الأسرة الخامسة، جالسا أمام مائدة قرابين عامرة بكل ما لذ وطاب، يشرب قدحا من "الماء الطاهر" وأمامه الخدم والكهنة يذبحون الماشية ويحملون الأطعمة الطازجة، بينما يوجد نقش علوي لخادمات يحملن الأطعمة.

 

إقرأ أيضاً :مسلة الملكة "حتشبسوت"

 

"طعام الآخرة"

ربط المصري قديما بين عاداته الغذائية والدين، فحرص على تقديم أطعمة خاصة للآلهة في شكل قرابين طلباً لاسترضائها وطمعا في حمايتها له من شرور الحياة.

 كما ارتبط بعض هذه الألهه بأنواع مختلفة من الطعام، مثل الإله "نبري"، الذي اتخذه المصريون ربا للقمح، وغيره من الآلهه... 

اعتاد المصريون تقديم قرابين الغذاء للآلهة في المعابد، وكانت بمثابة عبادة دورية شبه يومية، تتألف من الخبز والفواكه واللحوم، وهي أطعمة أساسية كان يعتمد عليها الكهنة والعاملون في المعبد، وكان يشترط التطهْر أثناء تقديم هذه القرابين.

آمن المصريون قديما بأن الآلهة مثل البشر تحتاج إلى طعام وشراب، لذا كان من بين شعائرهم الدينية تقديم قرابين في مواعيد شبه ثابتة أمام رمز هذا الإله.

استعمل المصريين القدماء عدة أنواع من الأطعمة والمشروبات:

الخبز، وأنواعه: بتاو و سميط و يوكل وخمريت وملتوت وجرجوش و كسرة وكاوايكاوي. وبعضه ما زال موجودا بالصعيد.

اللحوم: لحوم الثيران ، والأوز والدجاج والاسماك والماعز.

الخضروات: البصل والثوم والفجل والخس والخيار والكراث.

الحبوب: القمح والشعير ، والعدس والسمسم.

الفواكه: التين والجميز والنبق والعنب والرمان والبطيخ والبرقوق.

المشتقات: استخرج الزيت من السمسم والخروع والفجل وجفف العنب والبلح والتين. ومن الحليب صنع الجبن والزبدة.

المشروبات: البيرة والنبيذ.

وبعض من تلك الأطعمه كانت من أهم الأغذية التي تُقدم كطعام للعمال بُناة الأهرام. 

أكل المصريون الفراعنة علي موائد صغيرة، ووجباتهم اليومية كانت ثلاث وجبات. واحدة منها على الأقل تكون عائلية.

 

إقرأ أيضاً :الشيخ مصطفى إسماعيل

 

وكان المصرى القديم يستعمل العديد من الأدوات فى طهى الطعام بدءاً من الفرن سواء كان ثابت منه أو المتنقل والذى يأخذ الشكل الأسطوانى، ومن أجل إيقاد النار استعمل المصرى القديم خشب يعرف باسم خشب الشراقى إلى جانب المواقد والأفران والخشب للازم كوقود. 

كان المطبخ يضم العديد من أوانى الطهى ذات المقبضين والأطباق والطاسات والأباريق والزلع الخارية والحجرية، وكذلك السلال التى تستخدم لوضع المواد الغذائية بها والمناخل والهاون، وكذك الموائد إلى جانب المساعدة مثل الملاعق والسكاكين اللازمة لتقطيع اللحم وخطاطيف التعليق.

و عثر على الكثير من الأوانى التى تعود إلى حوالى 4000 قبل الميلاد، حيث عثر على أوانى فخارية ذات لون أحمر جيدة الصقل على شكل طاسات واسعة، وكذلك اوانى طويلة ورفيعة، وآخرى ذات جسم مستدير.