يا صديقي أين أنت !
لك كل الحب والشوق لك مني كل شئ ..
أتذكرك يا صديقي أتذكر بدايتنا سوياً وكيف تشبثنا ببعضنا كيف أمسكت بي وأخذتني إلي عالمك المضئ بعد إن كان طريقي مليئا بالضباب والليل وعتمته الموحشة..
أخذتني إليك دون تردد تشابكت يدك بيدي وسرنا إلي الأمام لمواجهة جميع المصاعب دون الاكتراث لصعوبتها ومدي قسوة الدنيا بها ..
أخذت أمورك علي كتفي وأنصت لها بقلبي أخذتك بين أضلعي وقلت لك أن كل شئ سيكون علي مايرام ستغفو الأيام ذات ليله عنا وستأتي الشمس تضوي علينا حياتنا ..
قلت لك أن هناك آمال كثيرة مقبلة وأن هنالك أيام هنية قادمة رغم مخاوفي ورغم المصاعب كنت أنت أماني وآمالي يا صديقي ...
لازالت ذكرانا بالشوارع تحت قطرات المطر ببالي لم أنساها وكأنها البارحة ، لازلت أستمع ضحكاتنا بعد كل حديث طويل من الألم ..فلازلت أتذكرك بل أحبك ..
تدور برأسي كل آمالنا في البقاء سوياً أتذكر كل تلك الوعود التي قطعناها لأجل البقاء وماعدنا كذلك ..
لازلت أنتظر مجيئك إلي قلبي فلدي من الحديث مايكفي لازلت أريد أن نجتمع ونتحدث لازالت تجمعاتنا قادرة علي محو أي ألم بي فأنت وحدك قادر علي تهوين الأمور يا صديقي أنني أفتقدك كافتقاد الصغير لأبيه الذي لم يره منذ استشهاده بالحرب ..
تعلم أننا لا نُقابل الناس صدفة، بل من المُقدّر لهم أن يعبروا طريقنا لسببٍ ما..! أتيت إلي عالمي الصغير المُحاط بالقلق والحيرة وعدم الاطمئنان جئتُ دون سابق إنذار كالمطر الذي أزهر حديقة أحرقتها الأيام ..
فأحيانا تضيئنا مجرد رسالة من أحدهم ..!
نعم فأنني أنتظر تلك الرسالة الصغيرة كيف يطمئن قلبي أنك بجانبي حتي وإن كنتُ بعيدا لكنك قريب جئت وأزلت المُر عني ...
فأعطني حديثكَ لأزهرُ قليلاً أخشى غدًا أنْ لا يكونَ لقاءُ...
فأتساءل ما الذي حدث حتي تتزايد فجوتنا ويزيد الهجر وتقسو القلوب ويسير العقل متحكماً ؟!
ألم تحين العودة بعد؟