أولى الإسلام اهتماماً كبيراً في خلق المسلم، وأوصى بجميل الأخلاق في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، ومن ذلك وصية النبي ﷺ حيث قال: «خالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حَسنٍ»، وأول الأخلاق الحسنة كف الأذى عن الناس؛ فيأمن الناس جانب المرء اذا استيقنوا حسن خلقه، والأعلى من ذلك درجة أن يعفو المرء عمن أساء إليه؛ فلا يكتفِ بكف أذاه عن الناس، بل يعفو عن من ألقى عليه أذاه، ومعاملة الناس بالإحسان القولي والفعلي.
اقرا ايضاأين يذهب الدعاء؟
تنبية:
يكون حسن الخلق ببشاشة الوجه، ولطف الكلام، وقد يكون بالقول الجميل اللطيف الذي يؤنس الناس ويدخل عليهم السرور، وقد يكون في المزاح الصادق المتوازن، ولقد وردت تلك الوصية النبوية تتمةً لحديثٍ نبويٍ: «اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، وأَتبِعِ السَّيِّئَةَ الحسنةَ تمحُها، وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حَسنٍ»، وكان تمام الوصية بإحسان الخُلق وطلاقة الوجه مع الناس، وذلك إن دلّ على شيءٍ فإنّما يدلّ على أنّ كلّ تلك الأمور إذا اجتمعت في الإنسان؛ فقد حاز على الخير كله بسبب إحسانه مع الله تعالى ومع عباده، ويصدّق ذلك قول النبي ﷺ: «أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلقًا وخيارُكم خيارُكم لنسائهم».
اقرا ايضاالكذب آفة كبرى مدمرة للمجتمعات
شرح التعريف:
مكانة الاخلاق فى القرأن الكريم والسنه الشريفة:
حسن الخلق من أعظم الأعمال التي ترجح في ميزان الله تعالى يوم القيامة، حيث قال رسول الله ﷺ: «ما من شيءٍ يُوضَعُ في المِيزانِ أثْقلُ من حُسْنِ الخُلُقِ، وإنَّ صاحِبَ حُسنِ الخلُقِ ليَبلُغُ بهِ درَجةَ صاحِبِ الصَّومِ والصلاةِ».
إخبار النبي إنّ أحد أهم الأسباب في إرسال الرسالة الإسلامية هو تدعيم الاخلاق في المجتمع، وتثبيت الحسن منها؛ حين قالﷺ: «إنَّما بُعِثْتُ لأُتممَ صالحَ الأخلاقِ».
جعْل أحد تعريفات البرّ أو العمل الصالح أنّه الأخلاق، قال النبي ﷺ: «البِرُّ حُسنُ الخُلُقِ»؛ فكان حسن الخلق قد جمع سائر خصال البرّ في تعريف رسول الله.
الرجل حسن الخلق يضمن بحسن خلقه مجاورة الرسول في الجنة، فقد ورد عن النبي أنّه قال: «ألا أخبرُكم بأحبِّكم إليَّ وأقربِكم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ فأعادها مرَّتَيْن أو ثلاثًا قالوا نعم يا رسولَ اللهِ قال أحسنُكم خُلقًا».
ثناء الله على نبيه لحسن خلقه، حيث قال الله ﷻ: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، والله لا يذكر أمراً في كتُابه الكريم ويثني عليه إلّا لفضله.
اقرا ايضا الداعية الإسلامي محمد متولى منصور
التفكر في آثار حسن الخلق فإنّ المرء إن نظر في عواقب الأمور، ضبط أفعاله تلقائياً، وإن عرف فضل حسن الخلق سهُل عليه إتيانه والثبات عليه، فعلى المسلم أن يلجئ إلى ربّه، يدعوه ويرجوه أن يجّمل أخلاقه، ليكمل إيمانه، وترتفع درجات المرء في الآخرة.
العشرة السيئة تفسد الأخلاق الحسنة، حيث قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «فإن أنا أحسنت فأعينوني، وإن أنا زغت فقومني»
فأجابه المؤمنون: والله لو وجدنا فيك اعوجاجاً لقومناه بحد سيوفنا».
صلاح أمرك للأخلاق مرجعُه، فقوّم النفس بالأخلاق تستقم، ويمكن للإنسان أن يدخل قلوب الآخرين دون أن ينطق بكلمة واحدة، إذ يكفيه سلوكه الناطق بالصفات الكريمة والأخلاق الحميدة، «اللهم ارزقنا حسن الختام».