كلمة جنيزا أو جنيزة ( גניזה) (وتلفظ بالجيم المصرية) كلمة عبرية تطلق على مجموعة الأوراق والوثائق التى يحرم إبادتها وفقا للتعاليم والديانة اليهودية، وفى اللغة العبرية تعنى كنز، أى حَفَظَ، خبأ، دفن.
هي مجموعة الأوراق والوثائق التي لا يجوز إبادتها أو إهمالها وفقا للديانة اليهودية، وخصوصا إذا ضمت اسم الله بين ثناياها، وإنما يتم تخزينها في غرفة معزولة في الكنيس أو المعبد لأجيال.وهذه الكلمة يعود جذورها للكلمة العربية “جنازة”، أي الدفن أو الدفينة، حيث يجب بعد كل مدة جمع هذه الوثائق ودفنها في المقابر. وتعتبر الجنيزا التي عثر عليها في معبد بن عزرا في القاهرة، من أهم مجموعات الجنيزا في العالم.
اقرأ أيضاً :
جنيزا معبد ابن عزرا في منطقة مجمع الأديان بمصر القديمة هو خاص بطائفة اليهود الربانيين الأورشليميين، ويعتقد اليهود أن اللغة العبرية لغة الرب، وكل ما يكتب بها مقدس حتي في الخطابات العادية ، لذلك لا تسمح الديانة اليهودية بإبادة مثل هذه الأوراق، بل يتم نقلها إلى المعابد لتُحفظ فى حجرات مخصصة لذلك إلى أن يتم دفنها بأماكن خاصة في المقابر اليهودية.
وقد أطلق عليه المقريزى فى خططه علي معبد ابن عذرا “معبد الشاميين”، ونظرا لطول الفترة التى قضاها اليهود بمصر ولحرصهم الشديد على كتابة ودفن كل الوثائق والمخطوطات الخاصة بهم. ويرجع معظمها إلى العصرين الفاطمى والأيوبى ثم المملوكى ، والقليل يخص العصور التالية.
اقرأ أيضاً :
وفي عام 1890 وأثناء عملية ترميم وتجديد مبنى المعبد، حيث انهار سقف “الجنيزا” كُشف عما بداخله من وثائق مهمة فبدأت تتسرب الجنيزا وتذيع شهرتها حتى تم اكتشافها وفُهم مضمونها على يد العالم البريطانى اليهودى سولمون شكتر، والذى كان محاضرا لدراسات التلمود بجامعة كمبريدج، وبالتالى أُدركت قيمتها التاريخية والعلمية بشكل أكبر .
اقرأ أيضاً :
ومنذ ذلك التاريخ تعرضت جنيزا القاهرة بالمعبد والمقابر لأكبر عمليات سرقة ونقل لخارج البلاد وذلك بعد ظهور أهمية وثائقها ومخطوطاتها مما كان له أثر سيئ فى تشتت أوراق المخطوطات والوثائق بين مكتبات دول العالم وعدم اكتمالها. وفقد مصر لجزء مهم من تاريخها يمتد لحوالى ألف عام، يصل الي حوالي 400 الف وثيقة من أوراق الجنيزا، واليوم توجد نسبة 70% من مضمون جنيزة القاهرة في مكتبة جامعة كامبريدج بإنجلترا. وخلال الحرب العالمية الثانية ضاعت بعض الوثائق التي كانت محفوظة في مكتبات بألمانيا وبولندا.