12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

علاقة الشباب بالطبيعة، هل هناك علاقة في الأصل؟.

2020/11/09 02:09 PM | المشاهدات: 1210


علاقة الشباب بالطبيعة، هل هناك علاقة في الأصل؟.
أحمد السندري

هناك من الاشياء في الطبيعة ما تحتاج إلى تدخل الإنسان، لا لأن تكون موجودة فيها، بل ليستخدم فيما يحتاجه الإنسان ذاته في حياته، فمثلا الصخر في الجبال ليس له قيمة دون أن يتدخل الإنسان ويجعله في شكل قوالب الطوب، وألواح الرخام تكون في الجبال أيضا فيتم قطعها وتكون كذلك في أشكال غير منتظمة لا تصلح أن يستخدمها الإنسان، لذلك يتدخل من اختص في هذا الجانب من العمل فيظل ينحت حتى يكون في النهاية في نفس الحجم الذي يريده.

 

اقرأ أيضا / اختلَّ عقلي.. كيف ينتصر الحرام؟!.

 

ماذا عن الشباب؟، وما علاقتهم بما ذُكِر بتلك الفقرة السابقة؟، منذ أن يولد الشباب حتى يصلوا إلى عمر فيه قد مروا بتجارب خطيرة وخبرات كثيرة، الأمر الذي يمكنهم أن يكونوا متمرسين متمردين على قوانين الحياة الاجتماعية، فلا يعبأ منهم أحد وكأنه يردد بلسان حاله "ياما دقت علي الراس طبول"، نحن في ذلك نشبه ما أتت به الطبيعة ولكي يكون به نفع لحياة الناس لابد أن يدخل في عملية النحت كما تدخل ألواح الرخام وغيرها مما أنجبت الطبيعة، ولم أقصد هنا أن أشبه الشباب كأناس من جلد ولحم وروح بتلك الألواح الخرساء الجمادية - أعزكم الله - ولكن يقتصر التشبيه في ذلك الموضع أن الطبيعة أنجبت الشباب وكل الجمادات بأمر من خالق السماوات والأرض سبحانه وتعالى. 

 

اقرأ أيضا / حاجة الشباب

 

فيظل الشاب يتعرض في حياته الأولية ليل نهار لتجارب، ويشغل تفكيره أمر يظن أنه أكبر منه غير قادر عليه كونه أمرا لم يمر عليه من قبل، هناك رهبة والخوض من أي تجربة، وأفقر الشباب من هم جلسوا وما تحركوا مغامرين مواجهين لتجربة ما، فيأتي النحات (صنايعي الرخام) في صورة تجارب وعثرات تُرمى في طريق الشباب فتنحت من شكلهم الطبيعي شكلا كجزء من قطعة الرخام يناسب الحياة الاجتماعية، وتأتي تجربة أخرى تنحت جزءا آخر فيصبح الشكل مناسب أكثر، يعينه أن يكون متأقلما أكثر. 

 

اقرأ أيضا / http://الأجيال الجديدة والعصر الجديد

 

كيف تريد للإنسان أن يتعامل كأنه جماد في الحياة؟، فنحن بشر، نشعر ونتألم، ونعبر عما بداخلنا، نشير إلى حيث يكون الألم في أجسادنا. 

 

لا أقصد مما قلته ما يتعارض مع كوننا بشر وبنا روح... إلخ، بل تلك التشبيه ربما جواب على سؤال سألته لنفسك، لماذا كل هذا التعب، ولماذا كل الشباب المريدين الطامحين يتعرضون لذلك، وأتمنى لو أن الجواب قد وفّى السؤال، أو أنه - على الأقل - زال علامة من علامات الاستفهام لدينا (الشباب).