ان اكثر ما يمكن فعله بجهاز التسجيل هو أن تسجل عليه صوتك وأنت تتحدث عن ما يدور في خاطرك، أو يمكنك أن تسمع فيه بعض الأغاني والأشعار، ولكن قصة فريدريك تعتبر اغرب من أن يمكن إستعابها ..
كان فريدريك رسام مصور، من سكان استوكهولم، ومثل الكثير من الفنانين والرسامين الذين تدور في خواطره أفكار للوحات في ايةِ لحظة ويريدون تدوينها بإي طريقة قد لجأ فريدريك عند أزياد حاجته لتدوين وتسجيل خواطره عن أفكار للوحاته التي ينوي أن يرسمها كلما طرأت على عقله إلى شراء جهاز تسجيل عام ١٩٦٠م .
وفى احد الأيام بعد شراءه للجهاز، كان فريدريك في مرسمه وكان الجهاز في ركن من أركانه في وضع حالة الأستعداد، وأنهمك في رسم لوحة طبيعية صامته ليضمها في معرضه القادم، وفي المساء خطرت له بعض الأفكار حول لوحه ينوي رسمها فبدأ بتسجيل الأفكار بجهاز التسجيل حتى لا ينساها.
ولكن .. بينما كان فريدريك يستعيد بعض التسجيلات، وأعاد تشغيل الشريط، لاحظ ان صوته مختلط بأصوات أخرى، فظن أن الشريط ليس بحالة جيدة فأختار شريط جديد لم يستعمل من قبل وأعاد يسجل مرة أخرى خواطره، ومرة أخرى ظهرت الأصوات المشوشة المندمجه بصوته، ولم يحدث الأمر مرة واحدة بل تكررت الأصوات وحاول فريدريك جاهدًا في محاولة فهم ماهذا الصوت ومن أين يأتي، ومع التكرار سمع فريدريك أغنية واضحه متكررة بجملة تردد "أننا أحياء أننا لم نمت"، ولم يصدق ما سمعه فاعاد الشريط من البداية سمع مرة أخرى.
وفي الأيام التالية، ومع استخدامه المتكرر للجهاز، والمحاولات العديدة والتكرارات التي دامت لفترة، كان يستمع إلى تلك الأصوات الغامضة تتداخل مع صوته، مما أدرك يورينسون أن هذه الأصوات لا تنتمي لعالمنا بل تنتمي للعالم الآخر "عالم الموتى".
لم يكن من السهل على فريدريك الذي بلغ من العمر ٦٠ عام أن يعود مرة أخرى إلى محل الأدوات الكهربائية الشهير ومعه جهاز التسجيل أشتراه من هناك للتحدث مع صاحب المحل، فقد تردد لعدة أسابيع لفهم ما يحدث في الجهاز وليستجمع قواه وشجاعته في هذة الفترة حتى يتمكن من وصف ما يحدث دون التشكيك في قواه العقلية أو اتهامه بالشذوذ العقلي، وعند التحدث مع صاحب المحل طلب فريدريك مراجعه كاملة لكل أجزاء الجهاز وكل قطعه وكل سلك وكل توصيلة كهربائية.
وفي نهاية اللقاء وقبل ذهاب فريدريك أخبره بأنه في حين عدم وجود خلل أو أي شيء غير عادي في الجهاز سيكشف له سر طلبه لهذا الفحص وقلقه.
قام صاحب المحل بالفحص ولم يجد خلل وعيب واحد، وعندما أخبر فريدريك يورينسون بهذا، أخطره فريدريك على السر المرعب للجهاز، وقبل نهاية اليوم ظهرت القصة بكل تفاصيلها على صفحات الجرائد، حيث اتضح أن جهاز التسجيل يمكن أن يلتقط أصوات الموتى ويسجلها !
لم يسلم يورينسون من التشكيك والاتهامات بالخداع والكذب، وبأنه قد عبث في الجهاز ليحصل على هذة التسجيلات، والبعض الأخر أتهمه بأنه عبث بأشرطة التسجيل وأضاف إليها أصواتًا، كما كتبت الصحف والجرائد "إن كان فريدريك يورينسون قد أختلق هذة القصة كنوع من الدعاية لمعرضه القادم، فكان من الواجب عليه بالتأكيد أن يبحث عن وسيلة أخرى أكثر أصالة"
بقى فريدريك صامتًا يشجع بالضيق والإهانة الكبيره ولم يدافع عن نفسه، لكن كل ما فعله هو أن استضاف بعض المهندسين والعلماء والروحانين والباحثين عن الخوارق، بحثًا عن أي أجهزة خفية بالمرسم تكون مصدرًا لهذه الأصوات كما قاموا بمسح شامل، وفحصوا بعناية كافة الأسلاك والتوصيلات والشرائط، كما أيضًا راقبوا عملية التسجيل، الغريب انه بعد كل ذلك تبين أن هناك امر خارق يحدث يصعب تفسيره، فلا يوجد أي نوع من أنواع الخلل أو الخداع ..
ومن اكثر التسجيلات غرابة هو تسجيل كان بحضور ١٠ شهود، أكد احد الفنيين الألمان انه لهتلر فسجل الشريط أصوات حادة عنيفة بلغة أجنبية لشخص ما يتوجه إلى شخص في معسكر من معسكرات الاعتقال وكان يعتذر عن بعض الفظائع التي ارتكبت في الحرب العالمية الثانية .. وفاجأة صاح أحد الفنيين الألمان الذي كان يختبر الجهاز بإن هذا "هتلر" ، وقد جرت مضاهاة ذلك الصوت بصوت هيتلر في مكتبه بإحدى المحطات الإذاعة فكانت المطابقة كاملة !
ومنذ ذلك الوقت بدأ يقل عدد الساخرين من فريدريك، وتكاثر المراسل ن حول مرسمه وداخله لجمع أكبر عدد من المعلومات ومعرفة أحدث الأخبار عن هذة الظاهره الخارقة، ونادرًا ما كان يخيب أملهم، وظل يورينسون يسجل حتى بلغ عدد ماسجله ٨٠ شريط وحوالي ١٤٠ صوتًا منها تسجيلات لصوت السياسي الألماني نابليون وبسمارك، ولويد جورج، والقاتل الأمريكي الشهير كاريل تشيسمان، وكان أخر التسجيلات لايفا براون عشيقة هتلر التي تحدثت عن زواجها بهتلر واللحظات الأخيرة معه.
ظل فريدريك يورينسون في مرسمه يرسم قليلًا ويجلس إلى جوار جهاز التسجيل في انتظار المزيد من الأصوات القادمة من العالم الآخر، وظلت هذه التسجيلات لغزًا محيرًا، فلم يستطيع فريدريك يورينسون أن يقدم تفسيرًت لهذه الظاهرة، وهل هي مجرد خديعة لم يكشف عنها ام ان هذا التسجيل يتصل بالفعل بعالم الموتى، أم أن اشباح أرادت العبث مع يورينسون ؟