هناك شخصيات لا بدّ لك من الابتعاد عنها لكي تصاحبك الراحة والسعادة وأسوأهم هي تلك الشخصية الأنانية التي لا ترى إلا نفسها وفقط؛ فهي مرض خطير وفتاك فلا ترى أحد يستحق أن ينعم بالخيرات غيرها، ولا ترى أحد أفضل منها، لديها حب لذاتها قد يوصلها إلى حد الغرور والتكبر واحتقار الآخرين والتسفيه من آرائهم في مناقشتهم فلا يتقبلون النقض البناء ولا يقبلون معارضة أفكارهم.
دومًا ما يتردد في كلمات أصحاب هذه الشخصية كلمة( أنا) وقد تصل بهم خطورة هذا المرض إلى حد الحسد والبغض والضغينة التي تجعلها تتمنى ذهاب النعمة من الناس لتكون هي الأفضل دومًا تلك الشخصية التي ما إن تصل إلى منصب قيادي فلا تفكر إلا في أن تصل إلى طموحاتها ومكاسبها الشخصية وتحقيق أهدافها ومع ذلك فهي لايشبعها أي شيء
=====================
اقرأ أيضًا/ جبر الخواطر
=====================
هناك أسباب كثيرة قد تجعل من الإنسان شخص أناني ومنها:
١- خطأ التربية من الآباء للأبناء عند الصغر، والتفرقة بينهم في الحب والمعاملة، وعدم تربيتهم على الحب والعطاء والإيثار واجتناب الأحقاد والاستيلاء على الأشياء وربما كان السبب هو كثرة عقابهم على كل صغيرة وكبيرة.
٢- الظروف المعيشية الضيقة التي جعلت من ذلك الشخص يعاني ألم الحرمان والنقصان، قد يكون سببها أيضًا أن يتربى الإنسان يتيمًا.
٣- أيضًا الجهل بأحكام الدين وأنه قد حث على الإيثار ونشر المحبة والسلامة بين الناس
=====================
اقرأ أيضًا/ لقمة العيش
=====================
الأنانية ليست من تعاليم الأديان السماوية فهي التي جعلت إبليس يؤمر بالسجود فلا يطيع، وقال: " أنا خير منه" ، وسرعان ما تحولت الأنانية إلى حقد وتمني لزوال النعمة من آدم- عليه السلام- ؛ ليغويه ويخرجه من الجنة، تلك التي جعلت من قارون يقول: " إنما أوتيته على علم عندي" ، وجعلت من فرعون يقول: " أنا ربكم الأعلى" ، يجب ألا نتبع ذلك العدو فنحذوا حذوه بل نتبع تعاليم الإسلام كما قال تعالي: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)﴾ [الحشر: ٩] وقال ﷺ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
=====================
اقرأ أيضًا/ الاسرة قبل وبعد السوشيال ميديا
=====================
يجب على كل منا إذا علم أنه مصاب بذلك الداء الخطير أن يعترف بمرضه أولًا، وأن يسعى لعلاجه، ولا بدّ لنا أن نعلم وأن نؤمن أن الله قد وزع الأرزاق بيننا بالعدل، وأن كل منا قد أخذ حقه كاملًا دون نقصان، ولا بدّ له أن يقتنع بما أعطاه الله فلا ينظر إلى ما أعطى الله لغيره، ولا ينظر لمن هو أعلى منه؛ لأن الله قد رفع بعضنا فوق بعض درجات ليسخر بعضنا لخدمة بعض، ولكن يجب أن ينظر إلى من هو أقل منه فيشكر الله على ما أعطاه.
كما أنه لا بدّ من أن نتعلم الإيثار على النفس وحب الخير للغير مع حب الذات ولكن بالقدر المقبول دون مغالاة أو تفريط في ذلك