تقع جزيرة "ينجيلاب" في أرخبيل ميكرونيسيا، وهي جزيرة صغيرة في المحيط الهادي بالقرب من دولة إندونيسيا والفلبين، والتي يعيش بها حوالي ٧٠٠ شخص، تتميز بألوانها الزاهية وأشجارها الخلابة وبمناظر جمالية خلابة تميزها عن غيرها من بقية الجزر حول العالم، ولكن معظم سكان الجزيرة لا يستطيعون الأستمتاع بجمال الجزيرة لعدم قدرتهم على تمييز ألوانها، فلا فرق بين ألوان السماء والبحر واليابس والأشجار، والزهور ذات الألوان المتعددة، فكل ما يمكنهم رؤيته هما اللون الأبيض واللون الأسود فقط !
ويرجع سبب عدم رؤية السكان للألوان هو إصابتهم بمرض "عمي الألوان الكُلي" ، وصنف هذا المرض بكونه نادر جًدا حدوثة حول العالم فإنه يصيب شخص واحد من بين كل ٣٠٠٠٠ شخص منذ الولادة وراثيًا، مما أثار دهشه وأهتمام علماء الوراثه لمحاولة حل لغز مرض هذة الجزيرة .
يعود إصابة السكان بمرض " عمي الألوان الكُلي" إلى عام ١٧٧٥ م عندما دمر" إعصار لينجكييكي" جزيرة بنجيلاب، وقتل جميع سكانها ماعدا حوالي ٢٠ شخص فقط هم من نجوا، وكان من بينهم الملك "نانماركي موانينيزد" والذي كان مصابًا بعمي الألوان الكُلي .
ونظرًا إلى رفض الزواج من الأجانب والتزويج القسري، أنتشر المرض وراثيًا بين السكان بعد عدة أجيال، ويُعتقد أن السبب في هذه الظاهرة المرضية المنتشرة الآن الملك "نانماركي موانينيزد" المُصاب بعمي الألوان الكُلي حيث أن السكان مؤمنون أن نسب غالبيتهم يعود إلى الملك، والذي حاول جاهدًا إنجاب أكبر عدد ممكن من الأطفال والأبناء لتعويض الجزيرة عن سكانها الذين قتلوا بالإعصار وإنقاذ شعبه من الإنقراض .
وأمتدت مشكلة سُكان الجزيرة إلى عدم قدرتهم على تمييز الطعام الفاسد أو المتحلل حيث لا يشعر أحدًا منهم بالطعم .
كما لدى السُكان حساسية قوية جدًا ضد أشعه الشمس والتي تُسمي "رهاب الضوء" حيث أنهم لا يستطيعوا العمل تحت أشعه الشمس نهائيًا .
ولكن في المقابل، مكنّهم الله بالاستمتاع بميزة الرؤية الليلية إذ انهم يرون بشكل جيد جدًا في الليل وأفضل من رؤيا البشر الطبيعية، فيمكنهم رؤية وتمييز سمكة معينة تسمح في المياه بوضوح كامل، وإدراك بعض التفاصيل التي لا يراها الشخص العادي، لذا يسخرون هذه الموهبة والقدرة عند حلول الليل لقضاء حاجاتهم، يسهرون، ويعملون، ويصطادون فيومهم يكون ليلًا وينامون في أثناء النهار .
