يقع هذا الجامع داخل أسوار قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، بناه "سليمان باشا الخادم" الوالى العثمانى على مصر، ويعد أول جامع بنى فى مصر بعد الفتح العثماني لمصر، وقد انتهى من بنائه سنة ٩٣٥ ه / ١٥٢٨ م.
وقد بنى الجامع على طراز جوامع العثمانية فى استانبول من حيث تخطيطه المستطيل الشكل وقبابه ومئذنته، وقد خصصه سليمان باشا للجنود الانكشارية.
وعرف الجامع باسم جامع سارية حيث شيده سليمان باشا فوق أنقاض جامع فاطمى قديم هو "جامع قسطة" نسبة إلى "أبى منصور قسطة" أحد رجال المظفر بن أمير الجيوش بدر الجمالي وعينه والياً على الاسكندرية، وقد بنى جامعه بالقلعة (كما هو واضح من لوحة تأسيسية مازالت موجودة فى قبو بجامع سليمان الخادم) سنة ٥٣٥ ه / ١١٤١ م.
أما عن سبب تسميته باسم سارية فهو ما ترويه كتب التاريخ من ٦ن الصحابى "سارية بن زنيم" هو أحد المدفونين به، وقد ارتبط بهذا الصحابى قصة شهيرة فى أيام الخليفة "عمر بن الخطاب"، تحكى كتب التاريخ أن الخليفة "عمر بن الخطاب" كان يخطب فوق المنبر، ونادى بصوت مرتفع يا سارية الجبل ثلاث مرات أي احتمى بالجبل وأن سارية قد سمع هذا النداء خلال مشاركته فى فتح "نهاوند".
عين "سليمان باشا الخادم" والياً على مصر من قبل السلطان العثمانى "سليمان القانونى" مرتان الأولى (من سنة ٩٣١ ه إلى سنة ٩٤١ ه )، والثانية (من سنة ٩٤٣ ه إلى سنة ٩٤٥ ه)، وقد قام أثناء ولايته على مصر ببعض أعمال التشييد والبناء.
يتكون الجامع من قسمين مربعين متساويين تقريباً، المربع الشمالى يتكون من صحن مكشوف يحيط به أربعة أروقة فى أضلاعه الأربعة يغطى كل رواق قباب ضحلة ترتكز على دعامات من الحجر، أما المربع الجنوبى وهو بيت الصلاة فتتوسطه قبة كبيرة مبنية بالحجر ترتكز على مثلثات كروية تحيط بها من ثلاث جهات انصاف قباب، ويتوسط الضلع الجنوبى الشرقى محراب مكسو بالرخام وعلى يمين المحراب منبر من الرخام الأبيض، وتتقدم الضلع الجنوبى الشرقى ظلة.
َم ومئذنة الجامع اسطوانية تتكون من ثلاث ادوار بشرفتين، أما قمة المئذنة مخروطية مدببة وهو طراز يميز المآذن العثمانية عن غيرها، ويعد جامع سليمان باشا الخادم هو أول المساجد التى تتخذ الطراز العثمانى فى مصر.