الاهتمام هو قوة في حياتنا فمن يهتم هو من يستطيع سرقة قلوبنا وعقولنا، فإن عشقنا إلى حد كبير ولكن غاب الاهتمام سيضيع أيضاً الحب والحنان ستذبل العلاقات وتتدهور الأحوال، فالاهتمام عماد وقوة العلاقات فلن تنجح علاقة حب أو صداقة دون اهتمام، فلن تنجح العلاقات الأسرية ذاتها إن لم يكن هناك اهتمام وحب ودفء في العلاقات بين أفراد الأسرة، فالاهتمام يشبه الأسلحة في الحرب، لن تقوم الحب ولن يحدث الانتصار من دون الأسلحة والمعدات، فكذلك حياتنا مع من حولنا لن تستمر إن سادها الفتور.
-------------
اقرأ أيضاً/ للقلب عقلٌ أيضاً
--------------
ورغم أن الاهتمام شيء جميل ولا يقارن به شيء غير أنه يكون أحيانًا مميت، فالاهتمام لا يطلب مثل الحب ولكن إن عاتبت من تحب بإهماله ستشعر أن الاهتمام الذي سيأتي بعد ذلك ليس له أهمية ولا قيمة فالأشياء التي تأتي من تلقاء نفسها تكون أجمل، وأيضًا إن أهمل ذلك الشخص عتابك ستشعر أن كرامتك أصبحت سراب، فإذا كنا نقول جميعاً لا سلطان يعلو على سلطان الحب، فاليوم أقول سلطان الاهتمام يعلو على جميع صفات الإنسان، فإن كنت لا تحب شخص ستعشقه بالاهتمام، وإن كان هناك بُعد مسافات بينك و بين من تحب أو أحد أقاربك سيقلل ذلك الشوق الاهتمام وإن كنت قاسياً سيلين قلبك بالاهتمام والحنان، فجميعًا نحتاج الاهتمام مثل الطفل الرضيع الذي لم يكمل العام الأول من عمره، فجميعاً نحتاج الاهتمام والحب، نريد أن نشعر بأن لا أحد يملك أهميتنا في حيات من نحب من أصدقاء وعائلة وأحباب، جميعنًا أطفال نحتاج لأن نبكي ونضحك ونجد من يهتم لسماع أصغر وربما أتفه تفاصيلنا جميعاً عاشقين لمن هم يهتمون وليس من يدعوا أنهم مغرمون.
-----------
اقرأ أيضاً/ التخاطر العقلي
-----------
فإن أردت إثبات حبك، أثبت اهتمامك بأفعالك، فلا حب من دون اهتمام، ولا اهتمام من دون حب، فالإثنان وجهان لعملة واحدة هي عملة الحب والأمان، فلا يجب أن تهمل من تحب، أو تقسو عليهم فالحب والعلاقات زهور لا يسقيها أو يزهرها غير الاهتمام، وأيضًا مهما طالت العبارات، لن تصف معنى الاهتمام، فإن كنت لا تهتم، فلم يعرف الحب بعد طريقك، ولم يدق أبواب قلبك، فلا تستنفز مشاعرك في علاقة يسودها الإهمال ويخلو منها الاهتمام، لأنها ستكون مرهقة وستدمرك مع الوقت، وتجعلك تكره العلاقات، وتخشى أن يكون الجميع دون قلب أو عقل يقدر ويفهم أهمية الميزان، لا يوجد حب دون اهتمام، ولا اهتمام دون حب، ولا إنسان يميل لمن يقسو عليه أو يهمله ويتركه في أصعب لحظاته أو حتى في طبيعة أوقاته في فرحه وأحزانه، فالاهتمام نور يضئ كل جوانب العلاقات ويجعلها وهاجة متألقة لا تنطفئ حتى مع مرور الزمان.
-----------
اقرأ أيضاً/ قبول الذات
-----------
