يتعبر الفخار من أهم عناصر الفن الإسلامي، كما من شأنه أن يساعد في نشر وإستمرارية الحضارة والثقافة العربية. وتعتبر صناعة الفخار من الحرف التقليدية التي إهتم بها أبناء المنطقة العربية منذ القدم، إذ تدل التنقيبات الأثرية التي أجريت على أن صناعة الفخار كانت منتشرة منذ آلاف السنين ، لوجود المواد الصالحة لهذه الصناعة ، واحتياج السكان إلى الأدوات الفخارية في طهي الطعام وحفظ المياه .
كثيرًا ما يقوم اللبس بين كلًا من الفخار والخزف لا سيما في العصور الوسطى أو العصور الحديثة . ولكن عرف الفخار بأنه طينة طبيعية غير منقاة من الشوائب، أو هو ما كان مصنوعًا من الطين المحروق دون طلاء أو تزجيج.
طينة الفخار أقل نقاء من طينة الخزف ، وجدرانه أكثر سمكًا وهو هش كثير المسام . ويستخدم الفخار بصفة خاصة في صنع الجرار من قلل و أزيار حيث يستفاد من مسامه في تبريد الماء.
وقد عرفت مصر وغيرها من الدول الأواني الفخارية قبل الفتح العربي، ولكن ما عثر عليه من بقايا أواني فخارية لا يبرز الفن الزخرفي فيها لا سيما بعض بقايا الرسوم ذات الصبغة الدينية والتي توحي بإجادات مصر في العصر القبطي لهذه الصناعة من التحف الفخارية من مسارج وأواني صغيرة ذات نقوش ترمز إلى المسيحية.
عندما فتح العرب مصر تركوا صناعة الفخار قائمة كما هي، كما قام الصناع المسلمون بإبتكار طرقًا متعددة للزخرفة، مثل النقش والحفر والتجسيم والطبع بالأختام. كما استخدموا أيضًا القوالب حيث كان جسم الإناء المستدير يصنع عادة من جزئين منفصلين، ثم يجمعان معًا ويضاف إليهما رقبة الإناء والمقابض والقاعدة ومن أهم الآثار الفنية التي تلفت الأنظار شبابيك القلل والتي أهتم الفنان بزخرفتها بالرسوم بالرغم من عدم ابرازها ويرجع ذلك إلى حب الصانع للعمل فالفن من أجل الفن.
- أنواع الفخار :
* الفخار غير المطلي:
عثر على بعض من النماذج الفخارية التي ترجع إلى فجر الإسلام في إيران . والتي تتكون من قدور كبيرة للتخزين وكانت بصلية الشكل ذات فوهة ضيقة لحفظ السوائل ، وأخرى ذات فوهة واسعة لحفظ الحبوب . وقد استعملت بعض من الأساليب الزخرفية القديمة في زخرفته ومنها :-
أولًا : طريقة الإضافة
ثانيًا : طريقة الحز
ثالثًا : طريقة البربوتين
رابعًا : طريقة الزخارف المضافة بطريقة الزجزاج
خامسًا : زخارف مضافة برأس المسمار
وقد استمرت هذه الطرق في صناعة الفخار في أوائل العصر الإسلامي وخاصة في إيران حتى نهاية القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي .
* الفخار المطلي :
كانت أغلب الأواني الفخارية تصنع من طينة حمراء طبيعية توجد على سطح الأرض أو على عمق بسيط من سطح الأرض ، وقد عرفت بأنها ذات طبيعة ضعيفة ولا تتحمل درجات الحرارة العالية ، لأنها تحتوي على نسبة عالية من المواد الحديدية ومواد أخرى غربية والذي يعرف باسم الفخار الحمراوي ينقسم الفخار المطلي إلى قسمين:
الأول: الفخار المطلي بطلاء زجاجي شفاف عديم اللون.
الثاني: الفخار الأحمر المزخرف ببطانات ملونة.
