معبد أبيدوس هو أحد الآثار المصرية الفرعونية القديمة. ويقع معبد أبيدوس في محافظة سوهاج في جنوب جمهورية مصر العربية على الضفة الغربية لنهر النيل وعلى مسافة اثني عشر كيلو متراً جنوب شرق البلينا.
وكان معبد أبيدوس هو المركز الرئيسي لعبادة الإله أوزوريس ويشتهر هذا المعبد بكثرة المقابر والمدافن التي عُثر عليها عام ألفٍ وثمانمائة وخمسة وتسعين ميلادية والتي تُنسب إلى ملوك الأسرة الأولى والثانية.
شيد هذا المعبد في عهد الملك سيتي الأول أكمله ابنه الملك رمسيس الثاني ومن بعده حفيده مرنبتاح وترجع شهره هذا المعبد لأسباب كثيره من بينها.
_انه فريد في تخطيطه المعماري ويتخذ شكل حرفL
_أنه يتضمن سبع مقاصير ست الالهه _أوزير ،إيرة،حور،أمون رع،رع_حورآختي ،بتاح،والسابعه للملك سيتي الأول نفسه
_أن تنفيذه مناظره ونصوصه يعبر عن مرحله من أزهي مراحل مدرسه الفن المثالي
_أنه يحتفظ بألوانه زاهيه إلي حد كبير
_يضم اجمل منظر لطقس إقامه العمود جد رمز الإله أوزير
_يضم أكمل مناظر تتعلق بطقوس الخدمه اليوميه لتمثال الإله
_يضم مناظر متكامله لقصه موت وبعث أوزير
_يضم منظرا فريدا يمثل تتويج أوزير ومن حوله خمس إلهات هن ماعت ونبت إيزيس نفتيس وإمنت .
حيث يختلف معبد ابيدوس في تصميمه المعمارى عن باقي المعابد المصرية حيث بنى المعبد على محورين الجزء الاول من الشرق الى الغرب ويتجه المحور الثانى من الشمال الى الجنوب .
وصف المعبد
وقد كُشف حديثاً عن واجهة المعبد الأصلية وأُعيد تركيبها، فظهر الصرحان الكبيران للمعبد أما الفضاء الذى يليها فهو مكان الفناء الأول والفناء الثانى للمعبد ولقد أصابهما الكثير من التلف وهما ينتهيان بواجهة المعبد ومدخله الحالى بأعمدته المربعة وحوائطه التى رُسمت عليها بالحفر بعض وقائع "رمسيس الثانى" الحربية وانتصاراته في آسيا. كذلك كُتب عليها بعض النقوش التذكارية الخاصة به.
ومعبد "أبيدوس" يختلف كل الاختلاف عن تصميم غيره من المعابد المصرية فإن تخطيطه فريد جداً، إذ إنه على شكل زاوية قائمة، أو على هيئة الحرف اللاتينى L وتقع مقصورة قدس الأقداس وهى المقصورة الرئيسية بشكل عمودى على سلسلة الأفنية، والقاعات المتعاقبة للأعمدة .
ويرتكز السقف على أربعة وعشرين عموداً. والأعمدة من أسفل على شكل حزم البردى أما تيجانها فعلى هيئة زهرة لم تتفتح بعد.
وتنقسم الأعمدة إلى صفين كل صف به اثنا عشر عموداً. وكل صف ينقسم إلى ست مجموعات وفى كل مجموعة عمودان متقاربان ثم يوجد ممر متسع قليلاً ثم نجد عمودين متقاربين آخرين، وهكذا . ويوجد في القاعة سبعة ممرات تتصل بالممرات الأخرى التى تماثلها في قاعة الأعمدة الثانية.
قاعة الأعمدة الثانية وهى القاعة التالية في معبد "سيتى الأول"، وسقفها محمول على ستة وثلاثين عموداً انقسمت إلى ثلاثة صفوف في كل صف اثنا عشر عموداً. ومثلها مثل القاعة الأخرى تتكون الصفوف من مجموعات من الأعمدة، وتتألف كل مجموعة من عمودين وبذلك يوجد بينهما سبعة ممرات كما هو الحال في القاعة الأولى. وتتصل الممرات السبعة ببعضها في كل من القاعتين وتنتهى بسبعة محاريب مقدسة، كانت توضع فيها تماثيل الآلهة
أما نقوش هذه القاعة فقد تمت في عهد الملك "سيتى الأول". وهى نقوش بديعة جداً ومعظم الموضوعات التى تتحدث عنها تُمثل الملك سيتى مع الآلهة العظمى لمصر، بالرغم من أن المعبد قد أُنشئ أصلاً تكريماً للإله "أوزيريس".
المدخل
يقع مدخل المعبد في الجهه الشماليه الشرقيه ويلاحظ أن الصرح المعبد متهدم كما أن الفناء الأول تام التخريب تقريبا وفي نهايه هذا الفناء صف واحد من الأعمدة المربعه كانت قائمه أمام الصرح الثاني ذي الأبواب الثلاثه التي تسمح بالدخول الفناء الثاني الذي يبدو مخربا وان كانت حالته افضل قليلا من حاله الفناء الأول .
وفي نهاية هذا الفناء ممر منحدر يؤدي إلي صف واحد من الأعمدة المربعه شيبه بصف الأعمدة الموجود في الفناء الأول وبالجدار الواقع خلف الأعمدة سبع فتحات مقابله الهياكل السبعه في نهايه المعبد غير أن رمسيس الثاني أغلق ستا منهم تاركا الفتحة الوسطي فقط كمدخل رئيسي إلي الحجرات الداخليه للمعبد .
حيث ندخل إلي صاله الأعمدة الأولي وسقفها مستندا علي أربعه وعشرين عمودا مستدير تعلوها تيجان علي شكل براعم البردي وصور رمسيس الثاني علي جوانب الأعمدة متعبدا لآلهه المعبد .
في الحائط الخلفي لصالة الأعمدة سبعه مداخل تؤدي إلي صالة الأعمدة الثانيه التي كان سقفها مستندا علي سته وثلاثين عمودا موزعه علي ثلاثه صفوف الصفان الاولان منها من طراز براعم البردي أم الصف الثالث فيتكون من أعمده مستديره دون تيجان وعلي رأس كل منها قطعه مستطيله ترتكز عليها الاعتاب ويقوم هذا الصف من الأعمدة علي سطح مرتفع يمكن منه الدخول إلي الهياكل السبعه .
يتوسط الهياكل السبعه هيكل أمون رع الذي يختلف عن جيرانه في امكانيه الوصول إليه بواسطه بعض الدرجات بدلا من المنحدر وقد نحت سقف الهيكل بشكل قبو وفي داخل الهيكل كان يوجد المركب المقدس لأمون وقد زينت الجدران بمناظر للملك متعبدا ومقربا للإله آمون إلي اليمين من هيكل آمون يقع هيكل أوسير الذي ينفتح من الخلف علي حجرات كرست لعباده ثالوث أبيدوس ويزين جدران هذا الهيكل مناظر للملك متعبدا لأوسير وإلي اليمين من هيكل أوسير يقع هيكل ايسه وهو مغلق في الوقت الحاضر وكان يحوي مناظر لسيتي وهو يقدم القرابين لايسه وحور .
أما هيكل حور وهو الأخير في الجانب الأيمن ففيه مناظر تمثل سيتي وهو يتعبد لحور وايسه وهو يحرق البخور
يلاحظ في جميع الهياكل فيما عدا هيكل أوسير وجود بابين وهمين في الحائط الخلفي كانا مطعمين أما بالذهب وإما بالبرونز اما الهيكل الأول الموجود إلي يسار هيكل ٱمون رع فهو هيكل حور آختي ويغطي جدارنه مناظر تصور الملك في حضرة حور آختي وآتوم وحاتحور ويلي هيكل حور آختي هيكل بتاح وهو مهدم جدا ومن المؤكد أن مناظره كانت تصور الملك في حضره الاله بتاح أما الهيكل الأخير يسارا فهو هيكل سيتي نفسه الذي كان يضم المركب المقدس للملك الذي كان بالطبع إلها يلقب باله الطيب تمييزا له عن الإله العظام.
ثم نعود لوصف الحجرات الواقعه خلف هيكل أوسير والتي خصصت لعباده ثالوث أوسير فنجد أنفسنا في البدايه في صاله يستند سقفها علي عشره أعمده بدون تيجان ومربعه في صفين وعلي جدارنها مناظر تصور شعارات أوسير وفي النهايه الغربيه لهذه الصاله توجد ثلاث هياكل لثالوث أبيدوس يتوسطها هيكل أوسير سيتي وعلي يساره هيكل أيسه والي يمينه هيكل حور أما الصاله ذات الأعمدة الاربعه الواقعة في الطرف الحجره الأخري حيث أضيف إلي يسار الجزء الخلفي للمعبد جناح يؤدي إليه باب موجود في الجبهه الشرقيه من صاله الأعمدة الثانيه وإذا عدنا مره أخري إلي صاله الأعمدة الثانيه نمر بين صفين الأعمدة الثاني والثالث إلي ممر طويل صاعد قليلا نجد علي الحائط الجنوبي فيه الواقع علي يمين الداخل قائمه أبيدوس الشهيره فيظهر سيتي الاول وولده رمسيس الثاني يتعبدان لخراطيش سته وسبعين ملكا بداية من مينا أو حتي سيتي نفسه .
وفي منتصف الممر باب في الحائط الأيمن يؤدي إلي ممر أخر ينتهي إلي جزء الخلفي من معبد ومن ممر الملوك يمكن الوصول إلي بعض الحجرات الأولي منها ذات سته أعمده ومن الجائز أنها كانت معده للاستقبال هدايا التضحية أو لوضع المراكب المقدسه التي تزين صورها الجدران وفي نهايه الممر صاله بها عشره أعمدة كان يتم بها ذبح الأضاحي وتسمي صالة المذبح.