ليس كل ذكر رجل.. فكم من ذكر تبرأت منه الرجولة.. وكم من إمرأة بألف رجل... هى فقط المواقف و الشدائد تبين المعادن و ربّ امرأة خير من ألف رجل! ... قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم توفي والده عبد الله وماهى إلا سنوات قليلة وتوفت أمه السيدة آمنة وكفله جده عبد المطلب وجدته فاطمة بنت عمرو ولما أتم النبي الثامنة حينها توفى جده وانتقل إلى بيت عمه إبي طالب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قد وجد الأم الحنون بعد وفاة والدته فبعد أن أتم النبي صلى الله عليه وسلم 25من عمره عرضت عليه السيدة خديجة الزواج والتى رأت فيه مالا ترآه في غيره من الرجال من الصدق والأمانة وكانت هي له الأم و الزوجة وظهر لذلك في مساندتها له ونصارته نصراً لم ينصره عمه ابو لهب مثله و كانت هى أول من آمنت به وصدقته حين كذبه الناس و كانت مؤمنة بشخصيته-صلي الله عليه وسلم- وأفكاره لما رأت فيه من اجتماع الكمالات البشرية والارتفاع عن دنايا الأمور التى ينشغل بها الناس و كانت تسانده عند ما يعكتف في غار حراء حتى تلك الليلة حينما نزل الرسول من الغار خائفا يرتجف بكل جوارحه يطلب منها ان تغطيه وبعد ان هدأ روعه وقصّ عليه القصة ردت عليه بلسان الحكمة:(كلا، أبشر فوالله لايخزيك الله أبدًا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث وتحمل الكل، وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق) .
-وعندما حاصر كفار قريش المسلمين وبنى هاشم في شعب بنى طالب لم يكن يصلهم الطعام إلا خفية وممن كان يصلهم بالطعام حكيم بن حزام بن خوليد ابن أخ السيدة خديجة رضي الله عنها وقد اعترضه مرة أبو جهل، لولا تدخل أبو البختري قائلا: إن هذا طعام لعمته عنده ويبعثه لها، وكان أبو البختري من الذين يبعثون الطعام سرأ وممن شاركوا في فك الحصار.
-وساندته بالمال فقد كانت من أغنياء قريش وبنت تجارتها مع النبي صلى الله عليه وسلم وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم (واسَتْني بمالها إذ حرمنى الناس).
-انجبت من النبي صلى الله عليه بناته زينب و رقية وام كلثوم وفاطمة وأبناءه القاسم وعبدالله وقد توفيا في الصغر.
من فضائلها:
-روى البخاري عن أبي هريرة قوله:(أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام، أوطعام، أو شرب، فإذا هى أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومنى وبشرها ببيت في الجنة من قصب لاصخب فيه ولا نصب).
-روى البخاري عن أم المؤمنين عائشة (ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ما غرت على خديجة، ومارأيتها ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنّه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول: إنها كانت، وكانت، وكان لى منها الولد).
-و ورد في صحيح مسلم ان النبي لم يتزوج عليها في حياتها.
-وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنّها خير نساء الأمة.
-وفي حديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء، قالت: فغرت يوماً فقلت: ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق، قد أبدلك الله عز وجل بها خيراً منها، قال: ما أبدلنى الله عز وجل خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتنى إذ كذبنى الناس، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس، ورزقنى الله عز وجل ولدها إذ حرمنى أولاد النساء).
وفاتها:
توفيت السيدة خديجة في نفس العام الذي توفي فيه عم النبي أبو طالب توفيت في 10رمضان 3ق.هـ ي بعد 10أي عوام من البعثة وسمى هذا العام بعام الحزن.
