يعتبر الفنيقيون من الكنعانيين، والكنعانيون من الشعوب السامية العربية التي هاجرت من اليمن إلى سوريا. وقد أطلق اليونانيون إسم الفنيقيين على التجار الكنعانيين الذين كانو يتاجرون معهم . وقيل أن إسم الفينيقيون مستمد من كلمة phoenix والتي تعني اللون الأرجواني ، وقد اقتبس اليونانيون منهم صناعة السفن .
اتخذ الفينيقيون من السهل الساحلي الضيق في لبنان موطنًا لهم ولكن مع زيادة عددهم أصبحوا بحاجة إلى زيادة مواردهم فبدأوا بالاتجاه إلى البلاد المجاورة يستوردون منها أو يقومون بالصيد في البحر وتجارة الأخشاب وبناء السفن، وتوسعوا في إنتشارهم حتى وصلوا إلى مدينة قبرص فأحضروا منها المواد الزراعية والنحاس ومنها إلى مصر وأقاموا فيها محطات تجارية، ثم توجهوا شمالًا نحو جزيرتى رودس وكريت وجزر بحر إيجة وأحضروا منها الأسماك المملحة والذهب والقصدير .
لم يتوقف الفنيقيون عند هذا الحد من التوسع والإنتشار ولكنهم توغلوا في البلاد حتى وصلوا إلى مالطة وصقلية ومضيق جبل طارق ، وقيل أنهم ذهبوا إلى أفريقيا أيضًا بأمر من أحد ملوك مصر "الملك نيخاو" .
ومع حلول القرن العاشر ق.م كان الفينيقيون مسيطرين على معظم دول حوض البحر الأبيض المتوسط فكانوا يعتبروا من أنشط التجار فلم تكن سفنهم تسير محملة بالبضائع والمنتجات فقط ولكنها كانت تحمل الأفكار والفنون والتعاليم، وتنقل الثقافات بين حضارات في بلاد مابين النهرين ومصر وآسيا الصغرى واليمن واليونان .
ويُذكر أن أهم ما أعطاه الفينيقيون للحضارة الإنسانية هو الأبجدية والحروف الهجائية، حيث عُثر على أبجديتين الأولى في أوغاريت عام ١٤٠٠ ق.م مكونة من ٣٠ حرفًا، والأخرى في جبيل مكونة من ٢٢ حرفًا .
وفي القرن التاسع ق.م نقل اليونانيون هذه الأبجدية مع إدخال بعض التعديلات عليها، وماتزال بعض الحروف اليونانية تحمل نفس الإسم الفينيقي (ألفا - بيتا)، ومن ثم انتقلت إلى الرومانيين .