12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

غضب الطبيعة  حول العالم 

2023/01/06 03:00 AM | المشاهدات: 495


غضب الطبيعة  حول العالم 
رنين محمد محمود

لم تكن الطبيعة رحيمة بالبشر في عام 2022، وتعددت مظاهر غضبها في الفيضانات والأعاصير والحرائق التي أصابت العديد من أرجاء العالم. وقد ربط الباحثون هذه الظواهر بالتغيرات المناخية والاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة.

ففيما يتعلق بالفيضانات، كانت القارة الأسيوية هي أكثر القارات التي تعرضت لأخطار الفيضانات المترتبة على هطول الأمطار؛ حيث شهدت أستراليا مجموعة من الفيضانات خلال الشهور (فبراير - يوليو) على السواحل الشرقية في ولاية نيو ساويث ويلز التي تقع العاصمة سيدني فيها، مما أدى إلى إجلاء ما يقرب من 50 ألف شخص من منازلهم. وفي اليابان، أدت الفيضانات في محافظة مياجي إلى إجلاء نصف مليون شخص. 
كما شهدت بنجلاديش وولايات الشمال الشرقي في الهند في شهور الصيف كوارث متلاحقة بسبب الأمطار والعواصف الرعدية. وفي يونيو، استخدمت حكومة بنجلاديش الجيش لمساعدة 2 مليون شخص حاصرتهم المياه بعد أن أُغرقت أراضيهم ومنازلهم. وفي سبتمبر، قامت السلطات في البلدين بجهود مضنية للوصول إلي 9.5 مليون شخص حاصرتهم المياه وتقطعت سبل الاتصال بهم. وتسببت الأمطار في حدوث فيضانات وانهيارات أرضية في جنوب الصين في مقاطعات شانسي وسيتشوان وقانسو.

أما أكبر كارثة فيضانات شهدها العالم في هذا العام فقد كانت في باكستان التي واجهت كارثة إنسانية واقتصادية وعمرانية بسبب هطول الأمطار الموسمية خلال شهور الصيف بكميات غير متوقع أدت إلى إغراق مساحات شاسعة من الأراضي تقدر بثلث مساحة باكستان أي حوالى 266 ألف كيلومتر مربع، وإجبار أكثر من 33 مليون إنسان - أي ما يقارب سبع عدد سُكان باكستان الذي يصل إلى 220 مليون نسمة -علي النزوح من منازلهم وقراهم التي أغرقتها المياه. كما تسببت في مصرع ما يقرب من 1500 شخص.
أضف إلي ذلك، فقد أدت الفيضانات إلي تدمير المحاصيل الغذائية ونفوق الماشية فيها مما أدى إلي تفاقم مشكلة الأمن الغذائي في البلاد، وتدمير البنية التحتية من جسور وطرق ومحطات كهرباء وصرف، وازدياد أخطار انتشار الأمراض المعدية بين النازحين في المخيمات خصوصًا مع تدمير عشرات المستشفيات والمراكز الصحية. وأدت هذه الأوضاع إلى إعلان حكومة باكستان حالة الطوارئ العامة للبلاد وطلب المساعدة الدولية.
في هذا العام شهدت أماكن العالم الأُخرى فيضانات ولكن بدرجات أقل مما حدث في آسيا، مثل بلاد أورجواي، وباراجواي، والأرجنتين، والبرازيل، والسلفادور، وكولومبيا، وفنزويلا في أمريكا اللاتينية، وكذلك في جنوب أفريقيا في القارة السمراء. أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فلم تكن هناك فيضانات تذكر سوي ما حدث في ولايتي كنتاكي وميزوري، والفيضان الذي ضرب الطريق السريع بين مدينتي لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا وفينيكس بولاية أريزونا.

وبالنسبة للحرائق، فقد كان لأوروبا النصيب الأوفر؛ حيث ارتفع عددها، وبلغ أربعة أمثال متوسط عدد الحرائق في الستة عشر عامًا الماضية. والتهمت الحرائق مئات الآلاف من الأشجار في الغابات، ووفقًا لتقدير مركز الأبحاث المشترك التابع للاتحاد الأوروبي، فإنه حتي أغسطس 2022 فإن الحرائق التهمت أشجار الغابات في مليون و484 ألف فدان في دول الاتحاد. وكان أبرز الدول التي انتشرت فيها الحرائق هي: المملكة المتحدة، والبرتغال، وفرنسا، وإسبانيا، واليونان، وسلوفينيا، وإيطاليا. وترجع هذه الحرائق إلي الارتفاع الاستثنائي لدرجات الحرارة في شهور الصيف والتي حققت أرقامًا لم تشهد أوروبا مثيلاً لها منذ وقت بعيد. 
واتصالا بذلك، شهدت ولاية كاليفورنيا الأمريكية سلسلة من الحرائق بسبب الجفاف ابتداءًا من شهر يناير. كما شهدت مقاطعة البرتا الكندية حرائق في بعض مدنها. وفي آسيا، شهدت الهند وباكستان بعض الحرائق بسبب ارتفاع درجة الحرارة. وفي الشمال الأفريقي، اندلعت الحرائق في المغرب والجزائر وبشكل أقل في تونس.

أما بخصوص الأعاصير، فقد شهدت أمريكا إعصارين هُما: فيونا في ولاية بورتوريكو -والذي امتد تأثيره إلى مقاطعة نوفا اسكوشيا بكندا- وإعصار إيان الذي ضرب شواطئ جنوب غرب ولاية فلوريدا وتأثرت به ولايتا شمال وجنوب ولاية كارولينا كما شهدت قارات العالم الأخرى بعض الأعاصير مثلما حدث في الصين واليابان في آسيا ومدغشقر في أفريقيا وجواتيمالا وبنما وهندوراس ونيكارجوا والمكسيك في أمريكا اللاتينية.

أضف إلى كُل ما تقدم مجموعة الهزات الأرضية والزلازل التي شهدها العالم وإذا أخذنا بمعيار تِلك التي بلغت خمس درجات وأكثر علي مقياس رختر، فحدثت زلازل في الصين، وغرب تايوان، والفلبين، وجزيرة سومطرة بإندونيسيا وكوريا الجنوبية ومحافظة اردينج يلماز في جنوب تركيا في آسيا.  وجنوب إيطاليا، وجزيرة شيكوتان وبحيرة بايكال في روسيا في أوروبا، وغرب المكسيك في أمريكا اللاتينية. كما حدث زلزالان في المغرب وفي السعودية شمال غرب تبوك.