12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

شمس مصر :- قصر الخواجة جبرة.

2022/12/14 10:27 PM | المشاهدات: 460


شمس مصر :- قصر الخواجة جبرة.
انجي ماهر


"قصر الخواجة جبرة" المهجور فى  مدينة نقادة محافظة قنا.. بناه فرنسيون فى النصف الأول من القرن العشرين وعاش مالكه فتوة ومات مقتولًا.. واحتفظ بتصميمه على الطراز الأوروبى حتى الآن.. ويضم أكثر من 40 غرفة وسلالم دائرية.
بني القصر في بداية القرن العشرين لرجل ثري يدعى الخواجة جبرة، وكان يمتلك حينها مئات الأفدنة من الأراضي الزراعية، بأيدى صناع من دول أوروبا وبالتحديد فرنسا، من الطوب الأحمر وعاش فيه برفقة زوجته وأبنائه الثلاث حتى مماته. أنجب جبرة  الذي ينتمي إلي عائلة تكلا الحكيم 3 أبناء، الكبري عايدة جبرة ومارسيل الابنة الوسطى  وحبيب الابن الأصغر، جميعهم قنطوا مدينة نقادة في الصغر وهاجروا إلي بلاد أوروبا عقب الزواج والإنجاب، ولكن لم تنقطع زياراتهم عن البلدة، مضيفًا أن تاريخ إنشاء القصر يتخطى الـ 150 عامًا، ولم يتردد علي زيارة القصر في تلك الحقبة أشخاص معروفة إلا  المزارعين الذين يسددون إيجار الأراضي ويقدمون الهدايا توددًا للخواجة.
 
يحتوي القصر على 40 غرفة بأرضية من الرخام، وسقف كان من القضبان الحديدية وليست عروق خشبية، وشبابيك بزجاج ملون وأشكال مختلفة، ويضم حديقة كانت تقارب مساحتها الفدان وتتوسطها ساقية تروي أشجار الثمار والفاكهة والزهور المتفتحة في فصل الربيع القصر ذو المعمار الفريد من نوعه كما شيد المبني من طابقين بمدخل يتصل به من خلال درجات سلم، وعلى يمينه 4 أعمدة من قاعدة وبجسم، وتاج بزخارف نباتية، ثم إلى داخل القصر نجد مكانًا للاستقبال وغرفتين على اليمين واليسار.يتكون من طابقين، الطابق السفلي وبه مكان الاستقبال وغرفة على اليمين وأخرى على اليسار.السلم يؤدي إلى الطابق العلوي حيث السكن، أما الطابق الأخير به قبة خشبية من 3 أطوار ومعشقة بزجاج أتقن الفنان زخرفته، مضيفًا أن واجهة القصر الرئيسية من الناحية الشمالية بها 3 بلكونات، أكبرها الوسطى، والواجهة بها عدد من النوافذ الطويلة، كما يوجد 3 أفريز نباتية متقنة من الجبس.


"يجلس الخواجة مرتديًا ثياب البهوات والطربوش الأحمر في فناء أمام القصر" هكذا كان  النشاط اليومي للخواجة وما كان يفعله، حيث يجلس في مكان آخر سمي باللبخة تظله فروع شجرة ضحمة ممسكًا بـ"النشاشة" وواضعًا الطربوش الأحمر فوق رأسه متابعًا ما أنجزه المزارعين بالأرض، وللخواجة كما يسرد الصاوي مكانة كبيرة وكلمة تجبر مستقلي الركوبة على النزول والسير على الأقدام احترامًا له أو البحث عن طريقًا آخر يسلكه خوفًا منه، كما تجعل النساء يرتدين ملابس تستر جميع جسدهن حتي كعب أرجلهن خوفًا من تعرض أزواجهن لعقاب جبرة وهو الجلد أمام أعين الأهالي عقابًا لما تفعله الزوجات.

توفي أبناء الخواجة الثلاثة وهاجر أحفادهم خارج مصر، فيما ظلوا يزورن نقادة من حين إلي آخر للاطمئنان علي ما تبقي من أراضيهم وتحصيل إيجاره، وُضم القصر في قائمة المبانى التراثية التي لا يجوز هدمها أو بنائها إلا بموافقة مجلس المدينة والجهات المختصة.

 القصر بني من الطوب "الأحمر" من مادة بناء مركبة من الحمرة والجير، كما ضم سقف من قضبان حديدية وليست عروقًا خشبية، لافتًا أن هناك قصورًا مشابهة لهذا القصر، مثل قصر "ستيت" ويعد ذلك القصر تراثًا حضاريًا لا يجوز تغير ملامحه.