يعتبر الخزف ذو بريق المعدني من احسن ما ابتكره المسلمون من انواع الخزف وهو لم يكن معروفا قبل الاسلام وقد فسر مؤرخ الفنون انتشار هذا النوع من الخزف ذو البريق المعدني بأنه أغنى المسلمين عن الاواني الذهبيه والفضيه التي كان الفقهاء في الاسلام يكرهون استعمالها يقول النبي عليه افضل الصلاه والسلام "لا تشربوا في آنيه الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها فانها لهم في الدنيا ولنا في الاخره" هذه الكراهيه لم تمنع صنع الاواني من الذهب والفضه منعا تماما ولكن شجعت المسلمون على الاقبال على الخزف ذو البريق المعدني وعلى الابداع في تكفيت الاواني النحاسيه بالذهب والفضه، تزخر المتاحف الاثريه بالعديد من الفنون التطبيقيه مثل الشماعد والكؤوس والاباريق والاواني .
يرجع السبب في ابتكار هذا النوع من الخزف الى اهتداء الخزاف المسلم الى ماده الطلاء الزجاجي المعتم ذو اللون الابيض بالاضافه اكسيد القصدير الى السائل الزجاجي الشفاف الذي كان يستعمله من قبل وقد عثر على هذا النوع من الخزف في كل من ايران والعراق ومصر كما أن الحفائر التي اجريت في مدينه سوسه والقيروان وتونس اثبتت وجود هذا النوع من الخزف في الاندلس ايضًا والامر الذي جعل الكثير من مؤرخ الفنون يختلفون على الموطن الاصلي لصناعة هذا النوع من الخزف .
وخرجوا بثلاث نظريات
النظريه الاولى :
نسبوا اصل موطن الخزف ذو الفريق المعدني الى العراق ولا سيما سامراء
(1) ان معظم القطع الخزفيه التي عثر عليها في سامراء قطع ممتازه وكامله
(2) لقد عثر على قطع من البريق له بريق ارجواني ولم يعثر على مثيل له في المناطق التي قيل انها مصدر هذا النوع من الخزف
(3) ان زخارف التي وجدت على هذا النوع عباره عن زخارف نباتيه محوره تحويرا كبيرا وتشبه الزخارف النباتيه المحوره على الجسم التي لم تظهر الا في سامراء
1- ويتميز هذا الخزف على احتوائه على زخارف نباتيه عباره عن مراوح نخليه ثلاثية الفصوص ومراوح نخيليه مجنحة واشكال ازهار محوره عن الطبيعه.
2- وجود تهشيرات مائلة ونقاط مطموسة وحلزونات دائرية
3- يتميز خزف سامراء بجمال وبهجه الوانه التي تتكون من اللون الذهبي المصفر او الاحمر الارجواني
النظريه الثانيه :
نسبوا اصل موطن الخزف ذو البريق المعدني إلى ايران ودلالوا على ذلك بالاتي
(1) استمرار إيران في صناعة الخزف منذ أقدم العصور
(2) عثر في مدينة ساوه على فرن خزفي وحوامل خزفية عليها ماده البريق المعدني وعلى قطع تالفة من الخزف ذو البريق المعدني.
1- يتميز هذا الخزف باحتواءه على رسوم ادميه وحيوانات وطيور وزخارف نباتية وكتابات كوفيه
2- تميزت الرسوم الحيوانيه أنها متناسبة من ناحية النسب التشريحية وبها تعبير شديد عن الحركة
3- رسمت الرسوم الادمية بطريقة اصطلاحية تشبه إلى حد كبير رسوم الفن التجريدي الحديث
النظرية الثالثة:
تؤكد هذه النظريه أن الخزف ذو البريق المعدني اصله في مصر ودلل على ذلك بأنه:
وجود اناء باسم الامير (علي بن عبد الصمد) سنه 163 هجريا
1- تميز الخزف المصري ذو البريق المعدني بكثره رسوم الزخارف الهندسية بالاضافه إلى الرسوم الادمية ذات العيون القبطيه وكذلك الحيوانات والطيور والاسماك والاوراق النباتية الثلاثية
2- كما تميز الخزف المصري بأن قاع الاناء من الخارج كان يزدان بثلاث دوائر متداخلة ذات مركز واحد الدائره الوسطى منها مرسومة بخط غليظ وبينما الدائرتان الاخريتان مرسومتان بخط رفيع واحيانًا يتوسط توقيع الصانع.
طريقة الصناعة :
اعداد العجين
تشكيل العجينه عن طريق اليد او الدولاب
يغطى بطبقه من البطانة ثم حرق اولي
ثم يطلي بطبقه من الطلاء الزجاجي الابيض المعتم ثم يدخل الفرن ليحرق حرقًا ثانيًا
يتم زخرفه الاناء بمزيد من مواد مختلفه قوامها الكبريت واكسيد الفضه واكسيد النحاس الاحمر وبراده الحديد
يدخل الاناء الفرن ليحرق للمرة الثالثة حرقًا بطيئا فيكون الفرن على نار هادئة وتكون هواؤه قليل ودخان كثيرًا وليس به لهب تتحول الاكاسيد المعدنية باتحادها مع الدخان إلى طبقة معدنية رقيقة جدًّا لها لون ذهبي أو بريق معدني
الوانه :
معظمه ذو بريق ذهبي يتراوح ما بين اللون الاحمر القرمزي على ارضيه بيضاء او الاصفر الذهبي او الاخضر الزيتوني
زخارفه : تتكون من زخارف نباتيه محوره غير متقنه تشبه اسلوب سامراء وقد ملئت هذه الزخارف النباتية بنقط مطموسة وتهشيرات وفروع نباتيه تملأ أرضية الاناء كله منتظمة احيانًا وغير منتظمة في أحيان أخرى
* فالزخارف النباتية المتقنة الرسم والمتكرره الوحدات الزخرفيه تنسب الى ايران
* القطع ذات الزخارف غير المتقنه وذات اللون الارجواني تنسب إلى العراق وسامراء بصفة خاصة
* القطعة التي تحتوي على زخارف هندسية بحته تنسب إلى مصر.